مَا اسْتَطعْتُ .. !
عهد المؤمنين :"))
نشر في 11 فبراير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إنَّ الدُّنيا تضيق على المُتزاحمين , أمَّا الآخرة فلا ضِيق فيها.. كذلك المعرفة لا تضيق على العارفين بل ترى العلم يعرفه ألفُ ألفِ عالم وما نقُص من أحدهم شيئًا .. لأن العلم من الله ولا ضيق فيما عندَ الله ! .. إنُ كُنتَ شَفيقًا على نفسك , اطلُب نعيمًا لا زحمة فيه وقُربًا لا هجر فيه .. واعلم أن الشوق بعد الذوق ,فمن لم يذق لم يعرفْ, ومن لم يعرف لم يَشْتَقْ , ومن لم يَشْتَقْ لم يطلُب , ومن لم يطلُب لم يُدرك .. ومن لم يُدرك بقيَ من المَحرُومين !حين ذُقت لذة القرب عرفت , وحين عرفتُ عاهدتُ الله حينها أن ألزم ! وألَّا أبرحَ حتى أبلُغ ..
لا أُنكر أن هذه اللحظة غيّرت مسرى أشياءٍ كثيرة في حياتي ; منعتني عن أشياء ودفعتني إلى أُخرى كنهرٍ كُلما وجد فُرجة وُلجها ! رُبما في لحظاتٍ كثيرة تمكن الضعف من روحي الصغيرة ,لكنني دائمًا كنتُ أحاول أن ألزم عهدي ذاك ,, رردتُ كثيرًا " أيا الله ... أنت ربي خلفتني وأنا أمَتُك , وأنا على عهدك وَ وَعدك ما استطعت ! يا ربي استطاعتي من قدرتك وقوتي منك فأعني على عهدك يا ربِ "
شرُدتُ عن الله أعوامًا وما نسيت "عهد المؤمنين" يومًا .. في لحظاتٍ كان دعائي "اللهم رُدّ شاردة عن سبيلك إليك" وفي أخرى "اللّهم وبحَجَر كذاك الذي كان على صدر بلالٍ في الأولين .. ثبّت الإيمانَ في قلبها "
أنا يالله لا أحبُّ زِحام الدُنيا وضجيج أصحابها .. تكاثرت أقوالهم بالسوء , وقرأتُ في كتابك "فلا يحزُنك قولهم" الدُنيا مُرة لا يُحليها إلا علمك وكل علمِ يؤدي إلى علمك أو يُعين عليه ! الأحياءُ هنا تلوكهم الألسنة والأعينُ ,, والأمواتُ يصمتُ في حضرتهم القليلون ويخوض الكثيرون ! إن كان خيرًا أفسدوه على صاحبه بكثير مدح وإن كان شرًا ما كتموه ! يسيرون قُطعانًا وراء بعضهم بعضًا ! إن حدث حادثٌ ما تركه أحدٌ إلا و أفتى فيه ما شاء أن يُفتي ! يُحرمون حلالًا ! ويحلّون حرامًا !لا يرحمون عاصيًا ولا طائعًا ! يطردون ذاك من رحمة الله ويسخرون من الآخر ! يَرون المظاهر فقط !
لكن
كُل هذا الوجع سيهون أمام نسمة من نسمات هواء الجنة ! ويومًا سنقول "يالله ما ذُقنا شقاءً قط " !!
و نقول " إنا وجدنا ما وعد ربنا حقًا" .. يومها ستُوفى العهود التي قُطعت ! ويومها سأقول يالله " قد كان بينهما عهد المؤمنين وقد كانَا مؤمنَين" ! .. وقد كانا مؤمِنَيْن !
لا أنسى أبدًا تلك اللحظة ,, جاءت وأعُينها تفيض من الدمع فرحًا ! .. وقالت" تدرين, لا بأس عليَّ إن مِتُ الآن ! أديتُ الهدف الأكبر في حياتي ! دَلَلْتُكِ على الله .. وضعتُ قدميك الصغيرتين على أول الطريق إليه ,, وها أنا أراكِ تَشُقين لله طريقًا خاصًا بكِ لا يراكِ فيه أحدْ .. أرى الصدق في عينيك و أسمعه في اختلاف نبرة صوتك باختلاف الآيات .. الآن أدركت أنّ تلك الآي تمرُ من ها هنا إلى هناك " ثم أشارت على عيني و موضع قلبي
كادت تمضي لولا أنّها التفتتْ إلي وقالت" آمنة ستكون بخيرِ.. والخيرُ خيرٌ وإنْ طَالَ الزمانُ به "
زهراء الوهيدي .. الثاني من رمضان
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)