الخرافات...الخرافات تنتشر كالنار فى الهشيم، حيث يميل الناس إلى تصديقها وتناقلها وكثرة ترديدها حتى يتم الإعتقاد بأنها الحقيقة المسلم بها التى لا تقبل أى نقاش أو التشكيك فى مدى صحتها، وسنناقش معكم لماذا يميل الناس لتصديق الخرافة؟
أولا:كثرة ترديدها على ألسنة العامة:
تتناقل عدد كبير من الأفكار المغلوطة فى علم النفس عبر الأجيال عن طريق التواصل اللفظى، فلا يعنى سماعك للعبارة تتكرر مئات بل آلاف المرات أنها صحيحة، فذاك خلط ما بين شيوع العبارة ومدى صحتها، ومن أمثلة ذلك أن المعلنين دائما ما أزعجوا أذاننا بأن تسعة من كل عشرة أطباء أسنان يفضلون هذا المعجون عن الأنواع الأخرى مستغلين هذا المبدأ بلا هوادة.
ثانيا:لا تكن فريسة للوعود الدعائية الكاذبة:
من المعلوم أن الحياة ليست سهلة، فالكثيرون يحاولون للحصول طرق لتسهيل حياتهم فيبحثون عن طرق لإنقاص وزنهم أو الإستمتاع بوظيفتهم أو حتى النجاح فى الإمتحانات، وليس من الغريب أن نسعى لمثل هذه الطرق التى تعدنا بالحصول على تغيرات سريعة دون عناء ولكن لا تنخدع يا عزيزى "فإذا بدا أن شىء ما أروع من أن يكون حقيقيا فهو كذلك على الأرجح" ـــــ ساجان 1995.
على سبيل المثال دورات تعلم القراءة السريعة تعدنا بأن تزيد سرعتنا من 100 او 200 كلمة فى الدقيقة إلى 10,000 كلمة فى الدقيقة، فهذا محض خداع فقد وجد الباحثون انه لا يوجد دورة من هذهالدورات تزيد من سرعة القراءة دون أن تؤثر على فهم ما تقرأ ناهيك أن الحد الأقصى لسرعة القراءة بالعينين لا تتجاوز 300 كلمة فى الدقيقة.
ثالثا:الإرتباط الوهمى:
هو أن تقتنع بأن حدثان لا يربطهما شيء من الناحية الإحصائية أنهما مرتبطان، فعلى سبيل المثال الربط بين دخول مصحة العلاج النفسى واكتمال القمر فعلى الرغم من تصديق الناس بهذه الخرافة فالأبحاث تثبت أنه لا علاقة بينهما، فهذا ارتباط وهمى.
رابعا:لا تنخدع بدرجة التماثل:
أن تطابق بين شيئين من حيث درجة التماثل بينهما فنحن نستخدم هذا المبدأ فى حياتنا اليومية.
رجل يخرج من البنك حاملا سلاح نارى فلا شك أنه سارق لأننا قد رأينا شيئا مشابها فى الأفلام،ولكن لا يصيب هذا الحدس دائما فليس كل شيئين بينهما تماثل ظاهرى مرتبطان.
فعلى سبيل المثال اختبارات "رسم الشخص" التى يطلبها الأطباء النفسيين ليستدلوا منها عل نوع إصابة المريض ،فإذا رسم شخص ذو رأس كبيرة فهو نرجسي وإذا رسم شخص ذو عينان واسعتان فهو مصاب بالبرانويا (جنون العظمة)،ومع ذلك لا تقدم الأبحاث اى دليل على هذه الإرتباطات المزعومة.
خامسا:تناول الموضوعات فى وسائل الإعلام:
وسائل الإعلام تتناول الموضوعات النفسية تناولا تعوزه الدقة حيث تقدمها على أنها اكثر إثارة مما هى فى الحقيقة، فمعظم الأفلام تقدم المصابين بالتوحد على انهم يمتلكون مهارات عقلية شديدة البراعة ،فيقدمونهم على أنهم ذو قدرات فائقة فى الرياضيات أو ملاحظة أشياء لا يركز عليها الإنسان الطبيعى، ومع ذلك فإن 10% فقط من البالغين المصابين بالتوحد يمتلكون هذه القدرات.
------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصدر:كتاب أشهر 50 خرافة فى علم النفس
-
يوسف فليفلأكتب في كل ما يخص الجانب الإنساني والنفسي كمحاولة لفهم أفضل لعاولمنا الداخلية.