إن أكبر تحد يواجه الإنسان في عصرنا الحالي ,هو أن يكون نفسه أن يظهر للعالم بدون قناع أن يواجه من حوله بمعتقداته ومبادئه بدون خوف أو قيد .. إنسان اللحظة يحتاج أن يستشعر الحرية الحقيقية ويعمل بها ويطبقها ,يحتاج الى أن يرمي التقاليد الباهتة المريضة وراء ظهره ليخرج للعالم بجلباب غير الذي اختارته الأعراف التي وجد نفسه مكبلا وسطها .. ليست الحرية من تنقصنا بل الشجاعة في الإختيار والقول بصوت مرتفع ها أنذا هنا ,ينقصنا فهم ذواتنا ومعرفة كبواتنا ونقط القوة فينا . حينما ندرك السر وراء وجودنا مميزين عن غيرنا بمظهرنا وشخصياتنا وأقدارنا,محيطنا وتجاربنا يومها سنستشعر حلاوة الظهور بدون خوف من قول مايسكن بداخلنا للعلن وفعل ما نراه صوابا والجري وراء أحلامنا لا أحلام غيرنا ... الحياة كلها خلقت تحت إمرة الإنسان يسخرها كيفما شاء ليرتقي ويحقق ذاته ويصل الى الحقيقة ,لكن بالمقابل وللأسف  استعبدته وجعلته أسير وهم لاينتهي ,جعلت منه عبدا يلهث وراء حرية يعيشها يوميا ,فبدل أن يسخرها للبناء استعملها للهدم وأي هدم ,هدم نفسه أولا وجعله نسخة لغيره تابعا لاحيلة له إلا أن ينساق وعيناه مفتوحتان الى فنائه دون أن يترك في العالم شيئا من أثره سوى ذكريات باهتة الصورة مشوشة ...