أحداث التدافع المأساوية التي شهدها موسم الحج لهذا العام و التي كان من نتائجها وفاة ما يناهز ثمانمائة نفس بشرية ، لن أعلق عليها كثيراً إنتظاراً لنتائج التحقيقات ، لأني علي ثقة كبيرة في القضاء السعودي لحياديته ونزاهته وحينها لكل مقاماً مقال ، لكني سأعلق هنا على بعض الأصوات المتشنجة التي خرجت لتتهم السلطات السعودية بالتقصير دون تروي أو أنتظار لنتائج تحقيقات .

وأعني هنا إيران التي إتخذت موقفا أثار استغراب الكثيرين ، فعلي الرغم من اختلافي مع مطالبتها في هذا التوقيت السياسي بتشكيل لجنة اسلامية تكون مهمتها الاشراف علي الحج الى جانب السلطات السعودية ، إلا أنه مطلب يبدو في ظاهره حق لكن يخبيء في باطنه حيات وسموم .

أتصور أن التشنج الإيراني يهدف من ورائه توظيف الحادثة توظيفاً سياسياً بالدرجة الأولى للخروج منها بأكبر مكاسب و ضرب عصفورين بحجر واحد .

1 - ايجاد ذريعة ومسمار جحا للتدخل في الشأن الداخلي السعودي وما خفى كان أعظم ، فللأسف قد يكون المطلب فيه من الوجاهة ما يمكن بحثه والتفكير فيه بعيداً عن التشنجات السياسية وإلقاء التهم قبل ظهور النتائج .

وإذا كانت النوايا حقاً خالصة لوجه الله فلا حرج عند السلطات السعودية في الإستشارة بالآخرين طالما أن فيه مصلحة المسلمين وحرصاً على أرواحهم فالدولة السعودية لم تقصر يوما في بذل الغالي قبل الرخيص خدماً لضيوف الحمن ويمن ينكر ذلك فهو أما أعمى أو جاحد.

لكن ما يدعو الجميع إلي الريبة هو إيران نفسها ،فهل يختلف اي منصف أن كل توجهاتها في المنطقة أصبحت تثير الريبة والقلق لكافة الشعوب العربية ؟.،

وهل ما يجري في لبنان والعراق وسوريا واليمن ليس منا ببعيد ؟!.

2 - ايران ايضا بموقفها المتشنج تريد أن تبعث برسالة الى الداخل ان ارواح ابنائها غالية مهما كانت النتائج ، وهذا حقها وحق مواطنيها علي المسؤولين عنهم ، لكن احيانا حين قد يكون لك الحق فتستخدم أساليب غير مستقيمة فتظهر خبث نواياك.

علي النقيض تماما من الإهتمام الإيراني ، أجد أنه وبالرغم أن ثاني أكبر وفيات بعد الإيرانيين هم من المصريين ، إلا أنه و للأسف ،المشهد محزن ، غياب تام للسادة المسؤولين ، لقد جائتني بعض الشكاوى من ذوي الضحايا يشتكون أنه لأحد يسأل فيهم واهمال لا يمكن ان يتخيله إنسان ، وهنا اتسأل أين السفارة أو الوزارة المعنية بهم ، غياب رسمي كامل من السفير الى الوزير ناهيك عن رأس الأفعى .. عفوا اقصد رأس الدولة ..