علمتني الحياة الكثير و أشبعتني دروسا و عبرا،فهمس قلمي اليوم محفزا لي،قائلا: ألم يحن الوقت لتضعي تلك الفوائد في كلمات و ترصيها في سطور ينتفع منها الغير؟

و ها أنا ذي أكتب،فهلا أعطيتني أذنك و سمعك و عينيك و بصرك و أنت تقرأ كلماتي التي غايتي الوحيدة منها أن تصبح أفضل؟!

نعلق كثيرا في دوامة الحياة و نغفل شيئا مهما جدا،و هو محاسبة النفس و الالتفات في وسط زحمة للأشياء إلى حقيقة ذواتنا التي نغفلها كثيرا و نحن نلهث خلف الحياة.نهمل كثيرا تلك الوقفة التي من المفترض أن نقفها في نهاية كل يوم لنكون صريحين مع أنفسنا أكثر و نتساءل في حوار عميق من نكون؟ إلى أي صورة حولتني الحياة و غيرتني الأحداث؟ هل أعرف من أنا ؟

و للرد على تساؤلاتك يجب أن تنسلخ من ذاتك المتحزبة لجانبها و المنتصرة لكونها هي،و تنظر من خارج الدائرة و تحكم على تصرفاتك بذاتك،خاصة في تلك الحالات التي تعتبر نفسك فيها مظلوما و على حق,قيم يومك كعنصر حيادي و ستنبهر لشدة المفارقات التي تراها بين ما تدعيه و ما تصنعه و ما تراه صحيحا.نحن لسنا مثاليين أنا أعرف ذلك فنحن بشر و لكن عودتك لهذه الأخطاء التي ترتكبها و التي تخال نفسك على حق فيها لولا هذه المراجعة سينعكس بطريقة لا تصدق على سلوكياتك،و ستصدم حين تبدأ بالانتباه تدريجيا لأمور لم تكن تدرك أنك تقوم بها،أشياء ترفضها لو كنت من يتلقاها،لذا هذه الجائزةاليوميةالسحريةستفعل الأعاجيب بحياتك.

سأخبرك لم بالتحديد مفعولها سحري لهده الدرجة,لأنك ببساطة إنسان و تملك أنفة إن لم تتغلب عليها فأنت لن تقبل النصائح و لن تتقبل النقد من غيرك,لذا لم لا تحاول نقد نفسك ليكون إصلاح نفسك متعة بدل أن يكون تخبطا بين السعي إلى تقدير الآخرين أو الرغبة في فعل عكس ما يقولونه لثبت لهم أنت ما تريد أن تكون لا ما يملون عليك و تشبع كبرياءك و تظهر تمردك و فرديتك.في الحقيقة ما من سبب يدفعك لإثبات شيء لأي أحد سوى نفسك,لان الباقي سيأتي بعفوية و للأسف أن ما تحسب أنك تقوم به و كل هذا الجهد الإضافي سينقلب عليك لأنه لا يعتمد سوى على رؤية الآخرين التي لا تكون دوما صحيحة و لا بناءة.لذا ركز على نفسك و حاسبها و ارفع من تقدريرك لها و توقع منها الأفضل و اجلس لتحاسبها كل مساء فلا تكتشف أخطائك فقط بل مميزاتك و جوانبك الخفية التي ستظهر بجلاء بعيدا عن ضوضاء المدح أو الهجومات التي يعتمدها من حولك غالبا.اجعلها عادة ترتقي بك إلى الأعالي.

في المقابل عامل غيرك كما تحب ان تعامل "لا  يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" اجعل حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من مجرد كلام حوله إلى منهج حياة.لا تحكم على الآخرين و تأتي لتشتكي بعدها أن الجميع يهاجمك و أنك تحاول أن تتغير بينما العالم يحفظ صورتك السابقة و لا يغيرها.تذكر أنك تفعل ذلك لنفسك و ليس لأجل تلك الصورة و تلك الآراء الخارجية.إن تفكير المرء في صورته و كلام الناس عنه هو عادة ما يحبط مسيرته نحو النجاح و التفوق و التغيير الإيجابي و يسجنه في تلك العلبة الضيقة,فأرجوك لا تقع في ذلك الفخ بل و لا تكنسببا في وقوع احد فيه.لا أحد منا يعرف الدوافع وراء تصرفات الآخرين و طبعا لا أحد منا يمكنه الشق عن قلوب البشر و معرفة نواياهم فلا تحكم على أحد و لا تستخرج تلك الصورة الأبدية,سامح و تحرر و لا تدع شيئا يجعل منك ذلك الإنسان المتحجر الذي لا ترغب أن تقابله في حياتك.

إذا أردت أن تكون إنسانا أفضل لا تبع مبادئك الصحيحة فالغايات لا تبرر الوسائل,اسع لتحقيق قيم عالية و اجعل أهدافك المتتابعة تصب في بحرها.