هل للأدب رسالة دينية؟
وهل للدين رسالة أدبية؟
أن العلاقة بين الأدب والدين ليست علاقة عكسية، أي كلما كانت النزعة الدينية في النفوس أكبر قلت النزعة الأدبية.
إنما الدين أساسه وغايته رسم خُطى الإنسان في عالم يقدر القيم الجمالية والأخلاقية التي ترتفع بالنفوس الإنسانية إلى معالم المُثُل العليا، وكذلك رسالة الأدب، فهي رسالة ترتقي بالإنسان روحاً وعقلاً وقلباً، وترتكز على الجانب الذي يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية الأخرى التي تشترك معه في المتطلبات الجسدية والغرائزية.
إذاً فما الذي جعل كثير من علماء الدين يخاصمون الأدب وفروعه وفنونه، وقد ينظرون إلية نظرة أزدراء، وكأنما الأديب يفني عمره فيما لا طائل منه.
فهل الدين بعيداً عن الأدب يبني أمة قوية، أم أن الدين بمفرده أو بعيداً عن العلوم الأخرى قادر على رسم خطى الإنسانية في معارج النهوض والكمال.
أظن أن نظرتهم للإنسان نظرة قاصرة غير مكتملة، فهي تحتاج إلى إعادة نظر وفهم جيد لطبيعة الإنسان، وطبيعة الدين.