وقد كان مُزاحاً ياجدتي آنذاك ..
نعم مُزاحاً , حين قبلتُ رغبتكِ وأمسكتُ بقلمي وسألتكِ ماذا أكتُب؟!
لم أكن أعي حينها إني لم أكن أكتبُ وصيةً وحسب , بل كنتُ أخط بيدي حديثَ الوداع.
لم أكن أعلم أنهُ فراقٌ مؤبد .. نهايةٌ مُظلمة .. وموت.
ستحلُ قريباً سنتكِ الأولى في قبركِ ياجدتي..
لم يتغير شيئاً بنا , لم نَكبُر , لازلنا صغارُكِ .. فقط كَبُرَ بنا الحنين والشوقُ إليكِ.
فقط شاخ بجدي الوجع , كَبُرَ عُمراً بعد فراقكِ ضعفاً لعُمرهِ.
هو لم يعتادُ على الوحدة , هو لم يتحمل فراقكِ بعد.
لازال يفيضُ قلبه شوقاً , لازال اسمكِ مُلتصقاً بلسانهِ.
لم يختلف تماماً عن آخر مرةٍ جمعتكِ به , هو يحبكِ جداً لدرجةٍ لم نكن نعيها أبداً.
أتُصدقين!
حفيدُكِ الذي انتظرتهِ عُمراً قد أتى ولكن ..!
أتى متأخراً كثيراً لم ينل نصيبهُ بلقائكِ , رحلتِ سريعاً دون أن تقبليه ويتسع قلبكِ فرحاً به.
أيضاً حفيدتُكِ وإبنةُ قلبكِ وفت بوعدها لكِ يا جدتي..
وفت بوعدٍ أخذ من عُمركِ عُمراً ومن جُهدكِ جهداً , لتصل لتلك المكانةِ التي حلمتِ بها يوماً.
كان يجبُ أن تكوني أول المُهنئين لها ياجدتي ولكن ..!
" قُضِيَ الأمرُ وَ كُتِبَ الفراق".
-هِبه الفوزان.
-
هبه الفوزانبكالوريوس خدمة اجتماعية , حين ضاقت بي سُبل الكلام ( كتبت ).