ما بين خواطر و رامز تحت الأرض .. إنهيار الإعلام العربي
نشر في 02 يوليوز 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
فى ظل تنافس القنوات الفضائية فى حرب استخفافها بعقول المشاهدين، عبر برامج المقالب الأمر الذى يكشف حجم الخداع والإفلاس الفني والإعلامي.
الضيوف أيضاً متهمين بالمشاركة في خداع المشاهدين، فمعظمهم إن لم يكن جميعهم يعرفون أدق تفاصيل المقلب قبل تصويره، مقابل مبالغ مالية طائلة تدفع لهم، نظير القيام بتمثيل الدور بشكل احترفي وكأنهم لا يعلمون مسبقًا وهذا ما أكده ععد ممن يظهرون فى مثل هذه البرامج.
وهذا يمكن معرفته بسؤال واحد وهو كيف يتم تصوير حلقات هذه البرامج بكل هذه التقنيات دون علم الضيف رغم مقربته من آلات التصوير.
من أمثلة هذه البرامج ، برنامج رامز جلال ذلك الفنان الذى لا يجيد رسم البسمة سوى بالسخرية من زملائه وإظهارهم بأبشع المظاهر والألفاظ النابية التى لا تقال سوى فى الشوارع الخلفية.
بالاضافة إلى المبالغ الخيالية التى يحصلون عليها وتكليفات الاعداد والاخراج فيما يتخلل البرنامج إعلانات النبرع للمرضى والفقراء
علمت مؤخرا عن رفع عدد من الدعاوى القضائية التى طالبت بإيقاف هذا البرنامج ومن على شاكلته بدعوى أن كل محتواه إسفاف واستخفاف بالعقول وسلة قمامة مليئة بالألفاظ الخارجة والإيحاءات والخروج عن القيم المجتمعية بخلاف ما يحتويه من مخالفات عديدة.
فى تلك الحظة تذكرت برنامج خواطر الذى يقدمه أحمد الشقيرى وموجة الغضب عقب إعلان إنتهاء البرنامج .
هذا البرنامج الذى يدعو إلى الإحسان والخير ومساعدة الآخرين ، كان كل هدفه هو نشر القيم وتوعية الشباب ، حيث كان يرمى لعرض النماذج الجيدة فى كافة المجالات عسى أن يطبقها أحد ما فى وطننا العربي .
إحدى عشر موسما لم ينطق الشقيرى خلالها بكلمة خارجة أو موضوع تافه ولم يظهر ععليه اعتراض واضح ، بل إنه حصد استجابة سريعة وتطبيق لمشاريعه على أرض الواقع.
حقا ما بين خواطر وبرامج المقالب "خاصة المصرية" يتمثل انهيار الاعلام العربي وتحوله من إعلام إلى ابتذال ، وهذا مثار للقلق.
فلقد تحولت برامج الكاميرا الخفية من الترفيه إلى الاشمئزاز وإهانة الضيف والمشاهد الذي لا تحترم خصوصيته وتحاول تسلية الجمهور على حساب كرامة ضيوفهم، كما أنها تحمل قيمًا سلبية يفترض ألا نراها على التلفاز خاصة في الشهر الفضيل.
لذلك نحن كشباب عربي اعتصرته الحسرة عندما قام أحمد الشقيرى بإعلان انتهاء برنانج خواطر ذلك البرنامج الذى كان بصيص الأمل الذي ينقذنا من مستنقع المسلسلات وبرامج المقالب ،وبعد صدمتنا فيمن يسمون الدعاة الجدد ، نطلب من الشقيرى عودة البرنامج فنحن لنا حق أيضا عليك وعلى برنامجك الذى لم يعد ملكا لك وحدك.
-
هبة الله محمدصحفية مصرية ، الكتابة الشيئ الوحيد الذى يساعدني للتعبير عن ما بداخلي لأني خجولة جدا فى العالم الواقعي ، بحب الخط العربي جدا والحمد لله كويسة فيه إلي حد ما.