من التساؤلات الواهية في هذا الزمن السحيق " ماذ ترى حينما تنظر للمرآة " , حقا أمر سخيف لا يستبعد أن يكون مبدأ العامية . في رأيي الشخصي أظن أن جوهر الفلسفة وخاصة الرواقية منها يكمن في هكذا تساؤلات وفي إطار هذا التساؤل المشروع أؤكد أنك ترى في المرآة أبشع ما فيها ترى نفسك وهي تتأمل هويتها الزمكانية بنظرة طعن وبحصرة عن زمن مضى فقضى على ابتسامة صبي في الحياة أو مراهق يافع لا يغدو إلى أن تكون حبيبته أقصى أحلامه مثلما سيقضي غذا على ما صرته اليوم عجوزا متألما متحصرا على العمر الذي انسل من بين يديك دون أن تشعر ... حينما تنتابك مآساة الندامة من قساوة هاته التشكيلات الخطية ، ارحل إلى حيث رحل أبي بين القبور الساكنة وانصت لتناهي أصوات الزائلين الذين يحذرون الأحياء من الوقوع في هذا الخطأ الذي أصبح عليه مصيرهم دون أن ينتبهوا لقيمة الزمن وكيف لك أيها الأدمي أن لا تقضي عهدك متحصرا عن ما مضى وما سيمضي . كل ما عليك وكما أقر دائما أن تستغل هاته اللحظة جيدا فقد تجيئ في العمر مرة واحدة فتكون قيمتها بالعمر كله ..
-
Ayoub Haouziتائه في الرياح ...