الميتالية.. لروح الحلاج وابن عربي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الميتالية.. لروح الحلاج وابن عربي

  نشر في 29 يونيو 2021 .

كرجل سطحي يبحث بطريقته عن معناه، أثارني ذلك التلفيق الحروفي لمعنى السطحية في المعاجم والقواميس اللغوية والنفسية والببغائية.. ففي مقابل المغفرة التي نمنحها بكل إعجاب وفتون للشعراء عن كل الجرائم التي يرتكبونها دائماً بحق اللغة والألفاظ والمفردات والمعاني بذريعة الضرورة الشعرية وتقنيات التصوير الاستعاري والمجازي، نتجاهل وقائعنا التداولية اليومية التي تشبه الى حد ما المجازر، وطريقتنا العفوية في اخراج الألفاظ عن دلالاتها المألوفة في سياقات تداولية..!!- لما كل هذا الفجور الذي يصدر من العمقاء؟!

..

إنها السطحية..؟!- فلما لا أظن أن أحداً يعرف ما هي، ولا يعرف معنى أن يكون الشخص سطحياً: أي عظيماً؟!

..

في البدء كانت الكلمة، قالها ذات يوم سقراط: اعرف نفسك تعرف كل شيء حولك، ثم صارت الكوجيتو في رسالة ديكارت، والعقل الخالص في نبوة كانط، وهي ما أطلق عليه هوسرل في صحيحه الجامع: الفينومينولوجية (الظواهرية)، وهي في مسند هايدغر: السيمونطيقية (الإشارية)، وهي السيميولوجية (العلاماتية) في استدراكات تشاندلر وايكو، وهي (الميتالية) كما أسميها أنا..!!

وهي الكثير من المصطلحات التي يستخدمها عظماء الفكر الإنساني وتمثلهم، في طريق البحث عن المعنى والصدق والحقيقة، والجمال، فيما يجهل الكثير من متلقيها أنها وبكل بساطة تعني: السطحية..؟!

..

السطحية هي أن تنظر الى هذا العالم باعتباره ظاهرة وشكلاً لا يمكن أن تدرك حقائقه إلا إذا نظرت إليه من أعمق نقطة في جوهرك وكيانك، لقد مضى زمن الغباء الذي كان ينظر فيه الى التعمق في الأشياء بأنه ميزة، فالمتعمق شخص قابع في السطح لا يفقه شيئاً مما يجري في أعماقه، أما السطحي، فهو الناهض المتطلع من العمق متجهاً نحو السطح..!!

..

فهل عرفت الآن معنى أن تكون سطحياً؟!- ليست وصمة، بل هي شرف كبير لا يناله إلا الذين صبروا، وميزة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم..!!

..

كان هذا، الى كل نساء الأرض، ثم انتهى..


  • 2

   نشر في 29 يونيو 2021 .

التعليقات

بقي أمر اخر، لم تعجبني استعارتك للمصطلحات الإسلامية بخصوص "صحيحه الجامع" و "مسنده" لأنه بدا لي وكأنك تسخر من هذه المصطلحات، فليس لدى الغنوصية صحيح جامع ولا مسند، كل ما لديهم اعتباطات ذهنية، وظنون وأوهام، لا تنتهي بهم إلأى خير، بل سوف تنتهي بهم وبأتباعهم - حتى المدعين منهم للإسلام - إلى مآل سيء جداً لا يريده اي إنسان
1
فكري آل هير
لا ينبغي أن تنظر الى الأمر من زاوية ما يعجبك وما لا يعجبك، حاول أن تصل الى المقاصد وهي الأهم في كل موضوع..
لا اعتقد يا استاذ فكري ان الحلاج أو ابن عربي يمتلكون ما تسميه "الميتالية" وأظنك تعني "الميثالية" ميثالية النفس والروح والجسد، فكل ما عند الحلاج وابن عربي هي أفكار استمدوها من ملاحدة الإغريق أو من يسمون بـ "الغنوصية" الداعية إلى عودة النفس البشرية إلى طبيعتها الإلهيّة، أو ما يسمونه بـ "سمو الروح" والتي قامت فكرتها بالأساس على أن الوجود جزء من الإله وليس شيئاً منفصلاً عنه، وهي العقيدة التي يتبناها وثنيو الرومان كأفلاطون وأvسطو وجالينوس وسقراط وغيرهم، وأيضا اعتنقها المجوس والهندوس والبوذيين والطاويين .. ثم اعتنقها الصوفيون في الإسلام على يد الجعدية أو الجهمية، وتلامذتهم المعتزلة، وتشربها الكلابية والأشعرية والماتريدية بنسبة ما! حتى أن بعض الطرق الصوفية تؤدي طقس اليوغا للوصول إلى هذا السمو "المزعوم"
الميثالية الحقيقية، هو أن تلتزم بتعاليم الله عز وجل وتعاليم رسوله صلى الله عليه وسلم، دون زيادة أو نقصان، ودون تلبيس كلام الله وكلام رسوله أقاويل أخرى، واساطير إلحادية ووثنية، أو تأويلهما حسب ما يتفق مع تلك الأقاويل والأساطير
1
فكري آل هير
الميتالية مصطلح طورته أنا شخصيا من التعبير الفلسفي القائم دائما (ما وراء: ميتا)، ويشير الى انصراف العقل البشري الى البحث عن الحقيقة بالتعقل في ذاته، أو التفكير في ماهيته والطريقة التي يعمل بها للوصول الى المعرفة والحقيقة، في مقابل المعرفة التقليدية التي تنتج عن اعمال العقل في الظواهر المختلفة، وهذا المصطلح بهذا المفهوم يقترب كثيراً من مفهوم الفينومينولوجيا (الظواهرية) في الفلسفة الغربية، والتي تعني في أبسط مفاهيمها: دراسة ظواهر الوعي الإنساني.
..
ذكر الحلاج وابن عربي في عنوان المقالة، له دلالة رمزية تتمثل في أنهما كانا يمثلان طريقا معرفيا تم اتهامه وتكفيره والطعن في دين شخوصه، بل وقتل الحلاج على هذا الاساس.. وبغض النظر عن مواقفنا من آرائهما إلا إن كل اتجاه يسعى الى قمع غيره والإبقاء على خطابه وحده باعتباره الحقيقة، وما عداه باطل.. هو اتجاه زائف ومخادع ومضلل، مهما كانت الأستار التي يتغطى بها..
صقر العتيبي
سيد فكري، أنا لا اعلم حقيقة ما هو توجهك، وماهي ديانتك، وما هو فكرك، ولكن لا شك أن لكل شخص رأيه في مثل هذه المسائل، وأرجو أن يتسع صدرك لرأيي كما يتسع صدري لرأيك، إن اسلوب الترغيب والترهيب هو أسلوب إلهي قبل أن يكون أسلوب بشري، فمن ينتقد هذا الأسلوب بالتالي هو ينتقد الإله ذاته! وفي حالة كونك ملحد، النقاش معك سوف يأخذ منحا أخر، ولكن على فرض أنك مسلم أو متدين بأي دين، فالترغيب والترهيب إن كان في خدمة الحق ولأغراض سامية لا شك أنه أسلوب ممدوح ومطلوب أيضاً، وأما إن كان في خدمة الباطل فهو أسلوب مذموم، مثال: عندما ترغب المجرمين وترهبهم ليكفوا عن باطلهم هذا أسلوب ممدوح، ولكن عندما ترغب الصالحين وترهبهم ليقوموا بأعمال باطلة يكون أسلوب مذموم، خذ هذا في "الدين" فإذا كان هذا الأسلوب في نصرة الدين الحق القائم على المصادر الأصيلة للدين فهذا أمر ممدوح ومطلوب أيضاً، وإن كان في نصرة الدين الباطل والمذهب الباطل القائم على البدع والخرافات والأساطير، فيكون أسلوب مذموم، على فرض أنك مسلم، انظر سيرة النبي محمد وكيف أنه استخدم القوة لرفض الحق الذي كلفه الله بإبلاغه للناس، وأما إن كنت ملحداً أو غير مسلم فهذا له شأن أخر، وإن كان العقل والمنطق يثبت أن اسلوب الترغيب والترهيب ليس قمعياً على كل حال ولا مذموماً على كل حال !

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا