سجين الذكريات - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سجين الذكريات

فى اخر الليل لا يتوقف الدماغ عن التفكير ، وكأن ما حل بالجسد من التعب نهارا لم يجعله يهدأ ، بل جعله ثائرا مقسما بعدد خلاياه على الانتقام منك فكما اهلكته نهارا ، ليهلكنك ليلا . ولكن احاديثه حكم وفلسفة قبل ان تندى لها العيون ، تتحرك لها القلوب ، ولنا اليوم فى كلام الدماغ اثير من قول الماضى واحلام الصبا ، فهل لنا ان نبدأ ؟!

  نشر في 20 نونبر 2015 .

لن انسى يوما حلمى الكبير اننى طيار مقاتل اشق عنان السماء فلا يرانى الا النسور وقد ارهبهم ذلك العملاق الطائر ذو الهدير الذى لم يرحم صمتا الا مزقه، والسرعة التى لم ترى حاجزا الا اخترقته ، ارى كل شئ من على، فلا يبقى شئ على حاله ، وانما كل شئ قد استحال ضئيلا، لا يترك خلفه الا اثرا على ان هناك بشرا يعيشون فى تلك المكعبات الصغيرة وكأنه وادى النمل ، فى تلك اللحظة كل ما يشعر به الانسان هو الفخر فقط، فكيف لتلك النملة الصغيرة ان تصنع شيئا يبدى ضائلتها ؟!، ولكن فى الحقيقة ضئيل الجسد ذلك عملاق فى الغرور ، جبار فى العقل ، غروره جعل عقله يظن انه خالد بالجهل، ناج بالهلاك ، منضبط بالانحلال، مشيد بالدمار .

لم يكتف ذلك الضئيل بان يتباهى بنفسه فى وحشه الطائر ، ولم يرهبه حجم الكون من حوله ، بل زاده عندا وغروروا ، وقد اشعل عقله وتعملق غروره ليحول ذلك الوحش الى قاتل ، فتنفر منه وحوش السماء ليس خوفا، وانما اشمئزازا ، فهى لم تعهد من قبل مثل تلك الانسانية المفرطة ، فحيوانيتها التى يشمئز منها ذلك الضئيل ما هى الا قوانين للحياة يلتزم بها الجميع ، ولكنها وجدت -ولأول مرة فى حياتها- كائنا يقتل بلا قانون ، ويدمر بلا محاسب ، فقد امن يوما ان له اله ، ولكنه افسد عمدا وكانه بلا اله ولا رب قد عبده يوما ، ذلك الكائن الضئيل الذى ادعى يوما انه قد اشترك معها فى صفات وانه قد تطور بذكاءه المزعوم عنها ، ولكنه كاذب بلا محالة فتلك الحيوانات لم تر مثل همجيته قط ولم تر منه الا الغباء .

ففى حين ان ذلك الضئيل لم يعمل حساب ربه ، فقد عملت به الحيوانات ولم تترك قانونا الا اطاعته ، ولكن يبدو ان الضئيل لم يعجبه ان يكون هو المتمرد الوحيد فى ذلك الملكوت. 

حينهابدأت أواجه عقلى بقوله ، لا تأنبنى يا صديقى على التخلى عن حلمى ولا تذكرنى بالماضى ، يوما ما كنت ستتحدث معى فى ليلة كتلك مؤرقا عينى ولكن لن يكون بسبب تعب جسد وعمل طول نهار وانما بسبب صرخة طفل وانفاس ام قد انقطعت فى حرب كنا فيها، وعندما تتعب كعادتك فلن اهنأ بالنوم لان صديقك سيكمل مسيرتك، قغل ومن صديقى غيرك ، قلت له الضمير .


  • 3

   نشر في 20 نونبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا