- في الباصِ فتاةٌ فاتنة- - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

- في الباصِ فتاةٌ فاتنة-

" عَنْ القراءةِ و الكُتبْ "

  نشر في 23 نونبر 2018 .

أغمستْ رأسَها برأسِ الكتاب مُنفرج الصفحتين مُحتشدٌ حديثاً مُماثلتهُ المُحتوىٰ " كأنهُ إنّها " و أقاويلٌ توحدُّ ذات بينِها و ذاتُه .

ويُخيَّلُ لي تدسُّ عقلها في بركةِ ماء بصحراءٍ قاحلة فيخرج مبلولاً حُلمها يُندّي مِن خلاياه خيالاً ..

تحتضنُ حقيبتَها علىٰ جانبها الأيمن وبأيسرِها تستندُ علىٰ نافذة الحافلة المُسرِبة لنفثاتِ الهواء الشتائية مُداعبةً لوجنتيها الترِفتين .

شبه هدوء لولا صوت المذياع الضّاخْ لبكتيريا الأغانِ المُتعفنة . ترفعُ رأسها بين حين و آخر ؛ مُنصتة للسطورِ ، مُترقبةً للطريقِ المُزدحم ، مُكتظٍّ بأضواءِ السيارات ، مازجاً ألوانها بألوانِ إشارات المرور ، خالقينَ قوسَ قُزحٍ ليليّ مُختلف .

أنه مساءُ الخميس يخرجون الأفراد والأقران مُثقلين من أسبوعٍ طويل لبعضهم ، وقصير مُملٌّ لبعضٍ آخر ..

وتُرجِع الكرةَّ -هي- سادلةً رأسها لتغوصَ في عالمِ الكتاب -الذي أهداهُ لها ونصحها قراءته- ،

لم تكترث لنظراتهم وهي تقرأ ؛ -محضُّ مُتطفلين- كتابها شغلها عن التفكير بأمرِهم وما يتسفهون ، هم غير مرئيين غيرِ موجودين .. مُتَلاشين تماماً عن ناظرِها .

قراءاتها كشخصيتِها المُتلونة ، تَنقلُّها من كتفٍ إلىٰ كتفِ كتابٍ آخر كالطقسِ بأربعِ أشكال ، كشتاءِ بغداد فائق الأمزجة والتَقلُّب ..؛ فتراها تقرأ كتابين وتنهيهم بذات الوقت فتُخرجُ من الرفوفِ أزواجاً أُخر و زوجين آخرين يرقدون في مكتبتها الإلكترونية ، هُنا و هنا وهُناكَ .. تُبعثرُ بهم ؛ ليُرصفوا بعثرةَ ذاتها .

ثمةّ ثغراتٌ وحدهُ إسرافَ الكتب يُلحِمُها ؛ بحرفٍ من هُنا وجملةٍ من هُنا لتُزينُ جمالَها الفاتن هذهِ الآنسة التي تتكورُ في المقعدِ أمامي .

سلاسلُ الكلام المُتجانس بينهما مَأنتهىٰ ؛ وصولها إلىٰ البيتِ ما تسببَ بقطعِ السلاسل .

-فالأوراق ، الأغلفة و الأرواح التي تتلبسُ الأدوار وتُعيشُكَ عالماً وهميّ ممزوج بجنةٍ صنعتُها ، كلُّ هذِ الأشياء بمثابة لاصقات الجروح الطفيفة والمُزمنة التي تُلازمُنا - .


  • 2

   نشر في 23 نونبر 2018 .

التعليقات

ابدعتى جدا في خاتمة مقالك الرائع.(.فالأوراق ، الأغلفة و الأرواح التي تتلبسُ الأدوار وتُعيشُكَ عالماً وهميّ ممزوج بجنةٍ صنعتُها ، كلُّ هذِ الأشياء بمثابة لاصقات الجروح الطفيفة والمُزمنة التي تُلازمُنا -) . يسعدنى القراءة لكى .دام قلمك متألق
1
يسعدني مُلامستك لبيتِ قصيد المقال أستاذ إبراهيم

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا