- الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها
يجب على المؤمن أن يبحث عن الحكمة في كل مكان ، عند القريب و البعيد ، و المماثل و المختلف ، فلا يجب أن نضيق علينا سبل الوصول للحكمة ، وهذا يعني أنك لا يجب أن تبحث عنها عند علماء مذهبك فقط ، وكذلك قد تجد الحكمة على سبيل المثال من شخص لديه أخطاء في حياته الشخصية أو في توجهاته السياسية ، فلا يجب أن نتغاضى عن علمه وأفكاره بمجرد أنه لديه توجه معين لا تتفق معه فيه ، فالحكمة ليست موجود في شخص أو فئة معينة ، فربما تجدها مرة عند عدوك و أخرى عند صديقك ، و في موقف آخر ستجدها عند العالم الشيعي و أخرى عند العالم السني ، وفي موقف آخر سوف تجدها في الغرب و ستجدها حتماً في موقف آخر في الشرق و هكذا ، فلا يجب أن نكون منغلقين تماماً على أنفسنا ، و نظن أن الحكمة تُأخذ فقط ممن يطابقونا في كل شئ ، وضعنا حاجزاً بيننا و بين الآخرين و لذلك نحن أمة متأخرة ، فالأمم المتقدمة أمم منفتحة تسمع و تناقش المختلف عنها بل و تستفيد من المختلف أي تأخذ ما ينفعها و تترك مالا ينفعها .
- لو كانت الأشياء المادية أهم من المعنوية ، لما دفن الجسد في الأرض و الروح صعدت إلى السماء
في هذا الزمن أصبحت المادة هي المتحكمة و المسيطرة ، ومع أن الأمور المادية ليست سيئة بحد ذاتها ، وإنما تصبح كذلك عندما يتم التركيز عليها في حين يتم إهمال الأمور المعنوية أو الروحانية ، و هذه الثقافة جاءت إلينا من الغرب ، فهناك لا تلقى الأمور الروحانية كالدين رواجاً كثيراً ، لا أريد القول بإهمال الأمور المادية فهذا أمر خاطئ تماماً ، لأننا كذلك سنتخلف و لن نواكب تطورات العصر ، و ستصبح الحياة مستحيلة ، فمن منا يعيش بدون الكهرباء و المكيف و السيارة و الهاتف وغيرها ، لكن ما أريد قوله أننا يجب أن نوازن بين الأمرين كأن نعطي الصلاة و الدعاء حقهما ، و أن نهذب أنفسنا باستمرار وبالمقابل نستفيد من كل ماهو مادي ، فهناك قيم تتعارض بين الأمور المادية و المعنوية ، فعلى سبيل المثال كلما أهملت الأمور المعنوية على حساب الأمور المادية كلما زاد الطمع و حب التملك و الأنانية عند الإنسان ، وعلى العكس كلما زادت الأمور المعنوية زادت قيم الإيثار و التعاطف عند الإنسان .
- أنت مقياس لنفسك فقط
يعتقد الكثير من الناس أن أسلوب معيشتهم في الحياة هي أسلوب جميع الناس ، فإذا لم يكن له التزامات في حياته ، يعتقد أن جميع الناس ليس لديها التزامات ، و عندها تجده يغضب ممن يعتذر له بحجة الإنشغال و يعتقد بكذبه ، كذلك من يكون لهم اهتمام معين كالرياضة يعتقد أن أغلب أصحابه مهتمون بهذا المجال و بالتالي يجب عليهم معرفة أخبار الأفرقة و اللاعبين ، و كمثال أخير من يحب أن يعبر عن حبه لأصدقائه بشراء الهدايا لهم ، يعتقد أنهم يجب أن يعبروا عن حبه بشراء الهدايا له ، و هذا أمر خاطئ ، فكل فرد من الناس له آراء تختلف عن البقية ، ولذلك لا يجب أن نقيم الناس من مقياسنا الشخصي ، فهذا المقياس أو المعيار للأمور خاص بك فقط ، يجب أن تفهم أن كل شخص له تنشئة أو ثقافة معينه تختلف عنك ، ولذلك لا تستطيع أن تصنف الناس على مقياسك الشخصي .
عمار العود
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم