دمى من خشب
..هيام فؤاد ضمرة..
لم هذا العجب؟
ألستم من نعتوهم نازحون
وتركتموهم بالجوع يتضورون
يقرص أوصالهم الصقيِع
كأنما يَمضُونَ صَمتاً
إلى صَناديقِ الخَشب
في بؤرةٍ تضربُ أوزارها
تلوثها أصنافُ الخَطب
في حُرقةٍ تصلاهُم سعيراً
تنذرَهُم بالموتِ سريعًا
مثلما انتهت بهم خُطى المُرتَقب
كيف باللهِ لا تَحِسُونَ بهم
كيف لا يُصيبَكم عليهم الأرَق
وتنامُون ملئ أجفانِكم
كأنما لا يَعنيكم
بؤسُ من للنارِ احتَطب
ليَشِبِ موقدًا اعتراهُ هُزالٌ
تُلقمُها يدٌ راجِفةٌ
لا يلمِسَها من للدفئ ذهَب
فمن ذا..
يُلبسكم جلبابَ انحِطاطِكم
مَنْ ذا يُعَريكم
لتبدو للملأ عيوبَكم
تغور فيكم بقايا عروبتكم
يتبدى فيكم تشوهاً
فلا أنتم نلتم منهم المراد
ولا أنتم للبشريةِ اقترب
ولا عرفتكم الألى لآلئ
تشِعُّ ضِياءًا
تَصقلها أحداثُ الصَّخب
فما أنتم سوى دخانٌ لا وزنَ له
يتفشى بالانحاء
يعمي العيون..
ويخنق أنفاس المُحتسَب
لا يُماثِلهُ على سُخفِ المَسارحُ
خيوطٌ تُحرِّككم
دمىً مِنْ خشب
هذه عيونُكم أطفأها الظلام
وهذه أسماعَكم أصابَها الصَمَمُ
فأنى لأفواهِكم صوتٌ
ابتلعتُمُوه ظناً منكم
بأنهُ ماءُ الذهب
فانتظروا يومًا على الدربِ آتٍ
لن يَحمل في جيوبهِ
ثمنَ انصياعَكم وزوالَ ملككم
ولن يُمَكِنكم من الهرب
ستدوسَكم أقدامُ التاريخ وكلّ الأمم
وتعلقكم من أعقابكم أجيال القادمين
فأنى منكم فلول النخب
فإلى مزابله تقدموا
جرجروا أرجل تطبيعكم
فلن تحتملكم ذاكرة العرب
انفروا من دنياكم خفافاً ثقالا
إنْ تمكنتم أنْ تَتَطهَرُوا
من آثامِ خياناتِكم وغَسلتُم أياديكم
من دماءِ الذين أزهَقتم أروَاحَهم
مِنْ غيرِ ذي سبَب
استيدرُوا على أعقابِكم
فوُجُوهُكم ما عاد فيها للدِماءِ لون
وما عاد يليق بكم مكارم الأرب
فاخلعُوا عنكم بُردَةً ما عادَتْ مَقاسَكم
ولا لحَجمِكم تَجُودُ مَقاييسُ العَرب
فاخرجُوا مِنْ أمةٍ لستم مِنها
ولا دِمائِكم تَنتَهي إلى دِمائِهم
فلستم مِمَنْ تنتَمُون إلى..
منْ للفخرِ أنسبُ مَنْ نُسِبَ
فاللهُ لاعِنكم ونبيهُ متبرئٌ مِنكم
فليس ينفعكم بعد يأس
عودٌ مارق والشرفُ قد اغتُصِب
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية