زينب بروحو تكتب: مَا سرُّ هذا الصَّبَاح؟
ذات صباح...
نشر في 31 غشت 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أذكر أنني توقفت مرة عن الكتابة حين وجدت أنني أكتب عن الحزن أكثر، و سرعان ما تنتقل عدوى الألم و الحزن بين الناس... في حين كنت أكره أن أكون سببا في ألمهم.
صحيح أن الكتابة متنفس الكاتب، لكنني دائما ما أراها تلك الطاقة الكبيرة التى يفترض أن تحملنا إلى عالم جميل، حيث الأمل ينبثق من رحم الألم و حيث الكلمة تزرع بذرة خير داخل القلوب.
اليوم ...قررت أن أبدأ من جديد... لأن الحياة في آخر المطاف حقا جميلة، بكل مكوناتها، و مثيرة أيضا بمراحلها، لمن دقق التأمل فيها.
أَوَليس جميلا أن تستيقظ قبل شروق الشمس منتظرا أولى أشعتها كي تغمر قلبك بالدفئ؟
أوَليس جميلا أن تتأمل الطيور التى حلقت بأجنحتها في مجموعات باكرا تزين السماء الصافية من كل الغيوم؟
أوليس يغريك الهواء النقي الذي تخطفه أنفاسك في هذا الصباح الهادئ؟ حيث الكثيرون لا يزالون نائمين... و سيستيقظون على صوت منبّه أزعجهم من تكرار التنبيه... ثم ربما قد تأخروا عن موعد العمل... سيلعنون كل شيء ...عدا أنفسهم...
استقبلتني الفراشة هذا الصباح، أتفاءل حقا بوجودها، تذهلنى بأناقتها، و حركات أجنحتها، و مسار طيرانها، في ثبات و هدوء تام.
سألتُ القمرَ ليلاً "كيف أشبهك أيها القمرُ؟ في صفائك و نقائك و هدوئك؟"
أجابني كلاما لا يزال يتردد بداخلي...وضياؤه يخترق فؤادي ...
"هل أخبرك بأهم شيء في رحلة الحياة يا عزيزتي؟
ليس إنجازا أن تعيشي أطول مدّة في هذه الحياة -كما حالي-... فالمدة ليست بأيدينا بل بيد الوهاب...
أهم شيء هو أن تستمتعي بتحقيق أحلامك، أن تتبعيها، من هنا و هناك حتى آخر نفس، و تشعري بالرضا،
الأهم يا عزيزتي ...أن لا تبحثي أبدا عن الوصول للمثالية... لأنك لن تدركيها... و لأنك ستتعذبين في طريقك إليها.... تذكري دائما أنك إنسان... و أنك على الأرض.
بل ....
كوني فقط صادقة.... كوني صادقة مع نفسك... لا تغالطيها... و لا تمنيها...لا تدمريها بالكسل و التشاؤم
كوني صادقة مع الله...لأنك تعلمين أنه يعلم...
كوني صادقة في علاقاتك مع الآخرين... في كلامك إليهم و لا أعني بذلك قول الحقيقة فقط
بل الصدق في النصيحة...و الصدق في المشاعر التي تبادلينهم بها...
المثالية تجعلك تجرين وراء المظاهر... و الصدق يجعل قلبك متناغما و حركاتك و جوارحك
كوني صادقة و انعمي بالرضا...."
لا أزال أحمل كلماته... أردت أن أشاركها معكم لعلّها تزرع بداخلكم ما زرعته بداخلي...
صباح الصدق... و صفاء الروح... و نقاء القلوب...
صباح الأمل و العمل و الرجاء
و دمتم سالمين.
التعليقات
وصدري بفرج الإله ينشرح
وكل الذنوب بعد التوب يغفرها
وكل الخلائق عند الباب ينتظروا
سريت بحملي على عُتبى
منه اوزارى يضعها فابتهج
وجعلت بيننا فى الرجاء مكرمة
انت الكريم ونحن العوَّد البشر