عندما وصلت درجة حرارة الطفل الصغير للأربعين لم يكن هناك بد من التوجه فوراً إلى مستشفى الحميات بالعباسية.
كانت هذه هى المره الأولى التى زار فيها هذا المكان وفى مخيلته ما يراه كل منا من أهوال إذا توجه إلى مستشفى حكومى.
المبنى لا يبشر بالخير عندما رآه من الخارج وبجواره أعمال بناء تصعب من الدخول والخروج وبمجرد أن دخل مبنى استقبال الطوارىء فإذا بمئات الأطفال وآبائهم وأمهاتهم وقد هرعوا لنجدتهم من حرارة عالية لا يتحملونها.
وقف فى طابور طويل لحجز تذكرة بخمسة جنيهات ليحصل على رقم يبعد عن رقم الكشف الحالى بالعيادة بمائة وخمسين رقم, سينتظر طويلاً حتى موعد الكشف ولا مكان ليجلس عليه وهو لا يستطيع الوقوف من الأساس، إنتظر ساعتان حتى اعتلت قدماه ليدخل العيادة أخيرا لدكتور صغير فى السن قليل الخبرة لم يكن أدائه مقنعاً حتى أنه كان يطلب المعونه دائماً من زميلة له فى نفس الغرفة ربما تكون أكثر خبرة وبعد انتهاء الكشف وكتابته للدواء ( الذى ثبت بعد ذلك عدم فعاليته واضطر للذهاب لدكتور خاص بكشف غالى ليحصل على التشخيص الصحيح والعلاج الناجز ) قام بصرف الدواء بالمجان ثم خرج من المستشفى مقتنعاً بفشل التجربه وراغباً فى عدم تكرارها مرة أخرى.
خرج ولديه ملاحظات حول المستشفى فرغم تخصصها فى هذا الأمر وسعر تذكرتها البسيط وعلاجها المجانى إلا أنها تحتاج للكثير من الأطباء وبخاصة الخبرة منهم لتقليل مدة الإنتظار ولوصف العلاج المناسب بدلا من المسكنات حتي لا يكون العلاج المجانى إذاعة للوقت وخطراً على الأطفال وللتخفيف من هلع الأسر على أبنائهم والذى أدى للعديد من المشاجرات بسبب رغبة الكثير منهم فى الدخول أولاً حتى لو أدى ذلك لانتهاك قاعدة الدخول حسب الحجز بالإضافة إلى الحاجة إلى الكثير من الكراسى ليجلس عليها الناس بدلاً من افتراش الأرض والسلالم.
-
Ahmed Tolbaشاب في نهاية الثلاثينات يرغب في مشاركة ما يجول بخاطره مع الآخرين تقييماً ونقاشاً حتي نثرى عقولنا فهيا بنا نتناقش سوياً