كنا نجلس على جانبى الطاولة التى كانت تحمل فنجانين من القهوة كوب سادة كفتاة بدون روح و الاخر زيادة كفتاة مبهجة تحب الحياة.
و بدأنا فى الحديث الذى كنت انا المستمع و هو الراوى فى تلك المرة.
حكى لي عن موقف و هو فى مرحلة الابتدائية ، كنت استمع بقلبى قبل اذنى ، ف طريقته اللبقة و كلامه المسترسل يجعلك متشوق.
كان يحب الكرة ، مما جعله يلتحق بفريق بنادى متواضع الاسم ، كبير فى نظره ، ف الاسامى بماذا تهم اذا كان اصحابها فارغين الموهبة و الخلق !
كان لديه مهارة عالية فى خط الدفاع و ذات مرة انتهى من التمرين و جلس يشاهد الماتش قبل النهائى لدورى ابطال شباب المنطقة و المناطق المجاورة على مستوى الدولة.
نقص لاعب من الفريق بسبب اصابة ، مما دفع كابتن الفريق ان يرشح صديقى فالذى جاء بذهنه ان هو الوحيد ذو السن الصغير القادر على انعاش قلب الفريق من جديد..
و بالفعل كان صديقى من الاسباب الاساسية لخسارة الفريق الخصم..
الغريب فى الامر ان صديقى كان يتلو عليا ما تيسر من ذكريات الطفولة و كأنه مازال متعلق بها كتعلق طفل بالحلوى او تعلق عصفور بطعام فى فمه.
بعد فوز فريق صديقى تاهل الفريق الى النهائى و كان صديقى هو من تسبب فى صعوده و هو اصغرهم سنا اكثرهم موهبة ، و الغريب برغم انه مدافع الفريق الا انه قد احرز هدف الفوز فى شباك الفريق الخصم..
بعد فوز الفريق تم تكريم الفرقة جميعها ماعدا صديقى ، و هو يتلو عليا ذلك المقطع كنت انظر فى عينيه و لمحت دموع غير مرئية لكنى كنت متاكد انه يبكى ، اننى افهم من احب و اعلم ان بكاء صديقى الغير مرئى كان سببه كبير..
من المفترص ان اجمل ما يحصل عليه الشخص هو التكريم و التقدير و قد شعر انه بذل ذلك المجهود الكبير و لم ينال تكريما لمجرد انه غير مقيد بالفرقة الاساسية..
لقد شعرت به جيدا و شعرت ايضا احساسه بالظلم فى ذلك الموقف ، لربما انه لم ينال تقديرا فى تلك اللحظة الماضية و لكنى كتبت ذلك المقال تقديرا له فى تلك اللحظة الحالية..
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !