أثر القطة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أثر القطة

ما بين الخدوش العميقة والخطوات الجامحة ، متأهبٌ لسنين من أجل إشارة البدء التي تأخرت

  نشر في 29 أبريل 2017 .

غالباً ما كنت أضيف على المشوار شارعاً إضافياً إحتراماً لمقطع صوتي أو لأغنية حتى تنتهي ، لعلي أجد ضالتي في إحداها ، ولا زلت لم أعرف بعد في أي عمر يتوقف الإنسان عن البحث عن حظه وفرصته وطريقه، ويبدأ فعلياً في المسير...

لم يحصل لك الشيء الذي تمنيته، وهذا لم يقتلك، ولكن أن يحصل لك كل ما خفت منه وخشيته فهذا هو أتعس وأسوأ سيناريو قد تعيشه منذ ولادتك ، فتتراءى لك أنها أيام خارجة عن السيطرة..

سيناريو غير متوقع .. الخوف، مثله مثل الحب ؛ تظل له متأهباً لسنوات، وتقتلك إشارة البدء التي تأخرت .

هذا هو الحب أيضاً: أن تترك أولئك الذين نحبهم أن يغادروا، إن الروابط تُعقَد وتنفرط، هذه هي الحياة . ذات صباح، يظل واحد ويرحل الثاني من دون أن نعرف أبداً لماذا، لا تستطيع منح كل شيءٍ للآخر ، لأن المشاعر تتبدل. إنها هشة وغير أكيدة. إنك تعتقد أنها عميقة، بينما هي خاضعة لتنورة عابرة أو ابتسامة مصطنعة.

القلب ليس عدواً للعقل .. لا يجب أن يموت قلبك لتكون عاقلاً ، وظيفة القلب هي منعك من التحوّل لآلة منطقية باردة !

كم هو بائسٌ أن يكونَ المرءُ واحداً ضمن قطيع؛ يُشبه الجميع ولا حاجة له لقلب يتبعه ضمير ،أو دماغٍ ثقيل، يحمله فوق أكتافه فقط ليكمل مظهره مثل ساعة معطلة على الرسغ.

أن يكون رجلاً آلياً، أن يُشبه مئة ألف قطعة أخرى، أن يتحدث بنفس المفردات، أن تكون مذكراته مملة، أن يكونَ مملاً، أن يكون الفائض.. والاستغناء عنهُ سهل، أن يفكر مثل الآخرين ،هذا قاتل، وعذاب من النوع الرخيص قد حَلّ عليه. !

"إن من ينطفئون حقاً سينطفئون بلا أي جلبة أو بلبلة، لن يصرخوا، لن يطلبوا العون، ولن يطلقوا نداءات استغاثة. الصراخ تشبث وأمل ورفض للانطفاء. أما الذين ينطفئون، يسود عليهم الصمت، يسدلون أكفهم، يرخون حناجرهم، ويديرون ظهورهم بقناعة تامة بعد أن اكتشفوا أنّ لا شيء يستحق عناء المحاولة
إمضِ اﻵن فوراً ، و أنت ﻻ تزال شاباً ﻷن اﻷوان قد يفوت ذات يوم ، و لن تكون ﻻ هنا...و ﻻ هناك.ستشعر أنك غريب فى كل مكان.. و هذا أسوأ من الموت"

اكتشفتُ فجأة أننا لا نستطيع التواجد في هذه الحياة من دون حبال ، بقي أن نختار طبيعة الحبل ، حبل نجاة ، أم مشنقة ..

ستجد أن الوقت يمضي بكل جديّة.وأنت لا زلت في الأرشيف، الأرشيف القديم، تعدّل وتغيّر، تتذكّر وتتناسى.. وربما تبكي ، وتنكسر ،وتنسى ما هو آن .

لا يبدو الأمر درامياً كما يتهيأ ،الحياة أبسط ، لنفترض العكس، لم يغادرك أحد، بقي الجميع معك وذكرياتك كلها آنية لا تزول ، حينها سيخنقك الازدحام، تماماً كما يخنقك هذا الفراغ الشاسع من حولك ، هي سنّة ، كسنة الاعتياد ، التأقلم ، كلها أشياء لا بد أن تحدث ..

الحياة أبسط من كل هذا الزخم ، لا تحدّث أحدهم عمّا تعاني منه، لا أحد يهتم. لن يعرف أحد لم يزر الجحيم، ماهية الجحيم!

الأمر أكبر من إدراكهم جميعًا. وأكبر من إدراكك..

ادفن ما تعاني منه بعيدًا بداخلك. ادفنه لأبعد مكان يمكن أن تطوله يد. لا تشتكِ من شيء. ابتسم للجميع وهز رأسك حين يسألون عنك..

ابتعد .. ابتعد.. اجرِ بأقصى ما استطعت من سرعة، لا تتوقف أبدا ولا تلتفت لهم .!

الأشياء التي تريدها ولا تأتي إليك، جرب أن تذهب أنت إليها..!

بعد أن تكبر تتوق للحرية التي تمتعت بها في طفولتك، بكائك، صراخك، أشياء سخيفة تفعلها لأنك فقط ترغب بها، فاتك كل هذا وانت مقيد بحذرك..!

قبل أن تفكر فيما يملكه شخص ما من الحظ أو الحب أو السعادة أو الوئام ، عليك أن تعرف أن لاشيء مثلما يبدو تمامًا ...

ماتعتبره أنت سعادة قد يكون حصل عليها بعد انكسارات عديدة ، قد يكون تنازل عن أشياء يريدها لتحدث ، قد يكون لا يشعر بها أو لا يريدها أو تؤذيه..

إنك لن تعرف ماذا حدث لتأتي هذه النتيجة ، لا تعرف عن حجم الخسائر ، لا تعرف عن الثمن..!

عش ببساطة ، لا تكن أنانياَ ، لا تنازع ، تنازل عن المقاعد الأولى في عرض مسرحية الحياة، صدقني لن تكون المقاعد في الصفوف الأخيرة البعيدة بالسوء المتوقع، ذلك بإعتبارات شخص يريد الجلوس وحسب...

على جانبيّ الطريق ، شجع أحدهم على مواصلة السير، و إذا ما رغب أحدهم أن يستريح سيكون في غاية السعادة عندما يجدك في انتظاره ، كن أنت المحطة والانتظار ..

أضف لمشوارك كل مرة شارعاً إضافياَ ، علك تجد ضالتك ،فأنت لست بحاجة لمعرفة أي عمر يجب أن تتوقف عن البحث عن حظك وفرصتك وطريقك..

المهم هو ، ألا تتوقف عن المسير...!


د/ نورهان عزت 

طبيبة أسنان وكاتبة فلسفية 

https://www.facebook.com/lam3at.zomorod


  • 5

   نشر في 29 أبريل 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا