وراء تلك الجدران المتقهقرة أمضيتُ طفولتي ، وفي تلك الدفاتر والأوراق المبعثرة المتفحمة آلاف الأحرف والكلمات التي ترسمني ، ومن تلك النافذة المفتوحة للريح كنت أطلُّ على ذلك الشارع الخاوي ، وشجرة الليمون الميتةُ تلك كنت أسقيها من أيامي إلى أن كبرنا سوياً ، وفي ذلك الفناء القاحل لعبنا ولعبنا ولم يكد اللعب ينتهي حتى زال الفناء واللعب ، في ذلك المنزل المتداعي تلهفتُ للشباب ، انتظرته بفارغ صبري ، عددت الأيام يوماً بعد يوم بانتظار العشرينيات ، ذلك الحلم الوردي الذي ما انفك يدورُ في خُلدي ، أخططُ كيف سأرتاد الجامعة ، كيف سأخرجُ وأدخلُ متى يحلو لي ، كيف سأسهرُ في الخارج ولن أعود حتى ساعةٍ متأخرة ، وكيف سأسافرُ وحدي إذا ما وددتُ ذلك ، لم أكن أعلم كم هو دافئٌ ذلك المنزل ، لأنني لم أكن أعلم كم هو باردٌ ذاك الخارج ، كم هو قاسٍ ، كم هو صغيرٌ ذاك الخارج ، وكم هو رحبٌ هذا المنزل ، كم كنت طفلاً !.
3/2/2014
-
سامر النجارأعيشُ على هامشِ الحياة ، أقتاتُ الكلمات ، وكلُّ ما لدي قلمٌ وبضعةُ أوراقٍ وعشرون عاماً على هذا الكوكب .