جورج ميليز من أبطال فيلم Hugo والذي يلعب فيه دور مخرج سينيمائي اعتزل السينما بعد اندلاع الحرب وانصرف الجمهور عن افلامه نتيجة الواقع الأليم الذي ترك في نفوسهم جروحا لا تندمل. عند لحظة ما بلغ فيها اليأس مبلغه من جورج ميليز وأحرق أعماله كلها بيديه. كل ما بذل فيه عمره وماله أمام عينيه تأكله النار في تؤدة.
أقصى اللحظات ألما هي التي يبلغ بها اليأس منزلة كبيرة من نفس الإنسان وتجعله يلحق الضرر بأقرب الأشياء حبا إلى قلبه. عندها غريزة الانتقام تبحث عن كبش الفداء كي تنتقم من هذا الاحتلال الغاشم.
حين تنتقم فتقرر استغنائك التام عن بنات أفكارك المولودة على يديك وتشرع في حرقها وتشاهد النار وهي تنتشر ثم تنتظر حتى الرماد يعلو في السماء ورائحة الاحتراق تخنق صدرك..فاهلا بك يا صديقي في عالم التيه.
عالم التيه ليس كالعالم الذي يضم مجموعة من الناس والأشياء ، إنما هو عالم يولد من رائحة الموت التي تملأ صدرك ورؤيا الموت التي رأيتها بعينيك ، عالم يختلف حجمه باختلاف المفقود.
أليس منا من حكم على أقرب الناس إليه بالنفي والفراق؟ الوالدين والأبناء أليس هناك منهم يعيشون تحت سقف واحد وبين النفوس ما بين المشرق والمغرب؟
كم من الأحبة تفرق شملهم في لحظة يأس وتقطعت قلوبهم بعد الفراق؟
كم صديق فقدته وكم عزيز عز عليك فراقه؟
اليأس كالشيطان لا مهرب منه ، حتما سيجد الطريق التي يصل بها أغوار قلبك وروحك ، ولكن تعلم أن تحاربه وتتعوذ بالقدير منه كما تتعوذ من الشيطان.
واعلم انها حرب طويلة حتى الرمق الأخير والخاسر من حال اليأس بينه وبين أهدافه وباعد عنه المقرب والحبيب...
-
محمود عبداللهأديبا كبيرا لعلي أكون...