يعتبر معدن الذهب من أهم المعادن الثمينة التى عرفت منذ آلاف السنين ، ويقدر حجم الذهب الموجود على سطح كوكب الأرض سواء مستخرج أو تحت الأرض حوالى 130000 طن وتبلغ كمية الذهب التى لم يتم إستخراجها حتى الآن حوالى 50000 طن وتسمى بإحتياطى الذهب ، ويأتى السبب وراء عدم إستخراجها لأن عملية الإستخراج صعبة ومعقدة وتحتاج الكثير من الأموال والوقت أيضا حتى يتم إستخراجها.

ويتميز الذهب دون غيره من المعادن بشكله الجميل ولمعانه البراق وألوانه الرائعة وهذا ما يجعله مقياس للجمال ، كما أنه من السلع التى تحتفظ بقيمتها مهما مر الوقت ، ويستطيع أى شخص أن يدخر أمواله فى الذهب لذا يعتبر رمز للثروة والثراء ، وتعتبر صناعة الحلى والمجوهرات من أكثر الصناعات إستهلاكا للذهب فى العالم حيث يقدر حجم الذهب الذى يستخدم فى صناعة المجوهرات حوالى 3000 طن كل عام.

تاريخ الذهب

فى العصور القديمة لم يستخدم الذهب فقط فى صناعة الحلى والمجوهرات بل تم إستخدامه كعملات معدنية نظرا لمميزاته الغير قابلة للتآكل ، ومع الوقت تغيرت صناعة العملات من الذهب لتصبح صناعتها بأحجام مختلفة محتفظة بقيمتها.

ويعتبر الذهب من السلع الإستثمارية التى لها مكانة كبيرة بين المستثمرين والأسواق العالمية حيث أن تزايد الإقبال على شراءه تجعله ذو نفوذ كبير ، ويحل الذهب العديد من المشاكل الإقتصادية التى تواجهها الدول حيث يعتبر مصدر تأمين لها ، والدليل على صحة هذا الكلام أن البنوك المركزية فى الدول زادت من عمليات شراء الذهب بشكل كبير خلال العام الماضى وذلك كمصدر تأمين لها وحفظ لقيمة عملتها بالإضافة إلى ضمان إستثمارى من المودعين.

ما هو الإستثمار فى الذهب؟

يتميز الذهب دون غيره من الإستثمارات بأنه يحتفظ بقيمته مع مرور الوقت وهذا ما يجعله دائما الأكثر جاذبية والملاذ الآمن أيضا بخلاف الإستثمار فى السندات والأسهم التى تتغير وتتقلب بشكل يومى.

إن الهدف الأساسى والرئيسى من تداول الذهب هو أنه وسيلة جيدة للتحوط من الأزمات والتقلبات ، فنجد مثلا عند حدوث تقلبات فى أسواق الأسهم مع تراجع فى قيمة العملات هذا يؤثر إيجابيا على الذهب ويجعله يرتفع ، وفى الواقع نجد أن إنتاج الذهب يزداد ولكن بشكل بطئ جدا كما أن تزايد الطلب على الذهب يجعله محتفظا بقيمته على مر العصور على عكس العملات الورقية.

ما هى العقود الآجلة للذهب وكيف يتم تبادلها؟

تعرف العقود الآجلة أو المستقبلية بأنها إتفاق لشراء أو بيع كمية معينة وتسليمها فى وقت محدد فى المستقبل وفقا للإتفاق.

إن العديد من الشركات التى تعمل فى مناجم الذهب أو صانعى المجوهرات وغيرهم دائما ما تشترى العقود الآجلة كنوع من أنواع الضمان من تقلبات الأسعار فى الأسواق ما يسمى بالتحوط ، كما أن السوق ينافس فيه أيضا مضاربون يرغبوا فى تحقيق مكاسب من فرق إرتفاع الأسعار وإنخفاضها.

لذلك نجد أن الكثير من صفقات العقود الآجلة عادة ما تنتهى قبل ميعاد التسليم المتفق عليه وليس هذا على الذهب فقط بل على جميع عقود السلع تقريبا ، وهذا يدل أن معظم الأسواق تحتوى على الكثير من المضاربين.

لكن يوجد بعض الشركات التى تريد التحوط تقوم بصناعة المجوهرات ومن ثم تدخل سوق العقود الآجلة لبيع بعضها تفاديا لمخاطر تحركات الأسعار.

ولنفهم ذلك أكثر: على سبيل المثال يريد صائغا تصنيع 400 خاتما وهو يحتاج 100 أوقية من الذهب وسيأخذ نحو أسبوعين لكى ينتهى من التصنيع ويريد الصائغ أن لا يتعرض خلال الأسبوعين لمخاطر حركة وتقلبات الأسعار فكيف يحدث هذا؟

يلجأ الصائغ لسوق العقود الآجلة لبيع عقد 100 أوقية فى البورصة المختصة وفى نفس الوقت يقوم بشراء 100 أوقية من الذهب العينى لتصنيع الخواتيم وهذا يسمى بالتحوط وبعد أن يتم صناعة الخواتم وبيعها خلال الأسبوعين يشترى العقد الآجل الذى باعه وبذلك يستطيع تفادى مخاطر تقلبات الأسعار.

وهذا ما يسمى بـ التداول فى العقود المستقبلية ، ودائما ما يحاول المضاربون تغيير إتجاهات الأسعار من أجل تحقيق المكاسب ولكن الذى يحدد هذا عوامل كثيرة منها صناعة الذهب وأساسياتها ، بالإضافة إلى أنه على رأس قائمة الملاذات الآمنة فى الأسواق التى يتجه إلى المستثمرين تفاديا لمخاطر الأسواق المالية الأخرى.