صرخة بقايا إنسان...
تدمر تستغيث... مأرب تنوح... طبرق تندب... بغداد تتألم... حضارة في مهب الريح... جحافل التتار والمغول تنتشر في كل مكان...
اليوم لدي ما يشغلني... فأنا بقايا انسان. أبكي على إبقاء العالم خارج نطاق تفكيري... سأشتري قفلا حتى لا أفكر.
سأراقب شوارع النسيان وأعمل شرطي مرور في السماء. أضع علامات التشوير... بعدم قصف حياة كانت مقدسة وسعيدة...
أيتها الطائرات، أيتها الدروع، أيها المنجليق: امنحني وقتا كافيا... فالأرض تشكو من شح المقابر... طبول ولائم الأعراس على بضع خطوات...
حمرة خجل تجري كنهر على خدود زنوبيا وبلقيس وتيها وشهرزاد... طبعها مشهد حين مر أمامهم قطار عجول... حتى فاتهم تلبية نداء غريق بدواخلهم... ولا يدرون أين الذهاب، ويظل الخوف بمنأى عنهن... بعد أن دخل الموت للمنازل، وانقلبت طاولات الأكل...
حبة البصل التي تركوها على لوح التقطيع، لم يعرفوا كيفية تقشريها... والأطفال يقفون في طابور منظم وبارد... يلبسون تصاميم أسمال مستوحاة من سيرة يتيم... الكل ينتظر حصته من الفرح والعناق...
سأفقع بؤبؤ عيني لأرى عتمة النور... سأقطع تيار الكهرباء على ثلاجة عقلي لتتعفن الصور التي تمور في ذاكرتي، ثم أرميها في أثون مزبلة تاريخ الإنسانية... سأعطل مضخة قلبي لتتوقف أودية وأخاديد الدماء... وأصلب روحي في سواد الصفحات... حتى يتوقف هدا العبث...
فأنا روث إنسان...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 17 / 05 / 2015