هناك غباء طبيعي بفعل مؤثرات يتعرض لها الإنسان منذ الصغر أو مؤثرات وراثية بحيث تكون قدراته العقلية خاملة أو معطلة

أما الغباء الوقائي فهو حالة يلجأ إليها الإنسان طواعية وعن سابق إصرار وترصد لكي يستطيع العقل أن يؤمن بالشئ ونقيضه في نفس الوقت .

. بعبارة أخرى غباء التناقضات

هذا الغباء لا يصيب الحيوانات أبدا فلم نشاهد يوما قطيع من الدجاج يستنجد بالذئب لينقذه من الثعلب

لأنها تعلم بالفطرة أن الذئب سيفتك بها تحقيقا لمصالحه الخاصة

فالدجاجة لا يمكن أن تؤمن بأن الذئب فتاك وغادر ولكنه رحيم ( وديموقراطي ) في الوقت نفسه فهذا يتناقض مع اي فطرة حتى الحيوانية منها

كذلك الغزال لا يمكن أن تؤمن بأن النمر يعبر أرضه ويقاتل نمرا آخر من أجل تحريرها

أي إنه يكفي إتباع الفطرة وعدم الإنخداع بالإعلام والتفكير بمنطق سليم لكي لا يصاب الإنسان بهذا الغباء

المشكلة يمتلك "الغباء الوقائي" خاصية التحول إلى "غباء طبيعي" وذلك بتقادم الزمن وبمرور الأجيال فيصبح التناقض عادة اجتماعية محببة

وعندها الذكي المحافظ على المنطق السليم والفطرة المستقيمة يصبح شاذ ومتآمر ومثيرا للمشاكل

كل الشعوب التي انقرضت كانت مصابة إلى حد ما بهذا المرض

إسألوا الهنود الحمر إذا كنتم لا تصدقون فقد كان منهم قسم يرون في المستعر الأوربي نافذة للخلاص من التخلف ويتعاونون معه على أبناء جلدتهم لكن انسحق وجودهم و إنقرضوا وصارت الأرض حلالا للأمريكان

السر في الأمر ان هذا الغباء مريح جدا ويوفر فرصة من الأمل الكاذب ومساحة لنمو أحلام اليقظة وتخيل الأعداء أبطالا منقذين حيث تلتقي التناقضات في نقطة من الوهم مفعمة بهالة من الشعارات الكاذبة

الحقيقة أن الغباء الوقائي منتج بشري صرف لا تتمتع به الحيوانات اذ لا تمتلك الإعلام والشعارات ولا تستعين بأعدائها على إخوانها

ولذلك المنطق السليم هو أول أهداف المستمعر لأن موت المنطق في ظمائر الأنسان هو أولى خطوات الإنصياع والضياع وال