كلب يحسن القراءة
Un chien qui sait lire
أحن إلى وطني الأم... أما أبناءه مقدور على أمرهم...
الأعمى والأخرس هما العاشقان الأزليان للحب... والحب يغرق عشقي... انكساراتي ليست خادعة، لكنها سيول تبحث عن أودية فوق سفوح الوجع، مبلول كالندى في اتجاه صدى الألم...
قلبي محروق... أشم رائحة القلق والقدر. احترق على مجمرة الخيبات المؤبدة... مازال صلدا، عصيا على غرفة الأسنان، رغم قواطع الأنياب والنواجذ... ورحى الأضراس.
للخيـبـات وجوه. تبيض في عيوني. تتفرج بحسرة ندم على سخرية حياة اليـُتم والكرنفال.
ألمي لم يتوقف... استمر عميقا في دهاليز عروقي. ظل نابضا. يلتهب وسط برودة لوحاتي المحقونة بالرعب والرهانات، مثل جيلي داخل نور النفق... صحنا ونحن نصدح شعارات :
آش قريتونا ... قرد... بقرة... برتقال...
يردد صداها نفق صخري من الجهل التام... بحثت عن وميض نور... لكنه أناخ علينا... فانسحقت تحت نزواته الطائشة... لكنه كالأرواح لم يجد وقتا كافيا للأنـّات...
جيل مطهم. حـُكـِمَ قدرًا... بالألم والرعب والتغريب. يؤدي ثمن عصر لم يعشه... ضريبة مؤجلة إلى ديون عصر الوله والوهم الرهيب...
نبحث عن جسر النهارات المشقوقة في مسرحية كبيرة على خشبتها أجيال مولعة بالتقليب والنسخ...
عدوى ابتلى بها مساحة الوطن... كبثور جلد... ينظفها بونظيف بكراطة شعب، تمرغ في وحل روت التاريخ، ويشدو:
تفو... طابور خامس... جيل عدمي...
يخرج بؤبؤ عينيه ويصرخ :
جو سوي كلير...
في انتظار جيل قرأ ذات يوم :
حمام ماما يطير...
مصاب بإسهال الوطن... شخص طبيبا أفاقا حالته... دوّن على وصفته الباذخة: الكامون الصوفي... كدواء لداء يشعرك بالقيء والغثيان...
علموني ذات فصل ... أن الكلب يحسن القراءة.
Un chien qui sait lire …. Suis-je Clair….
سعيد تيركيت
الخميسات 02 / 03 / 2015