تشهد سلطنة عُمان في الفترة الأخيرة حِراكاً ثقافياً كبيراً تظهر فيه رغبة متكاملة جامعة من المسئولين والفنانين والمثقفين ومن الشعب العماني الأصيل.

وهذا النشاط ليس وليد اليوم بل هو استمرار لجهود من عهد السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله حيث تم افتتاح الأوبرا السلطانية في مسقط عام 2011 لتكون منارة ثقافية وفنية في السلطنة ومنطقة الخليج بأسرها، وهي أول دار أوبرا في الخليج ولها طراز معماري فريد يعكس الرغبة في التواصل الحضاري والإنساني بين السلطنة والعالم أجمع.

ولأن للشعب العماني خصوصية ثقافية واجتماعية وتركيبة جغرافية وديموغرافية يغبطها عليه العالم فهي واحة أمان وسلام في وسط منطقة الشرق الأوسط والخليج المعروفة بالتوتر والصراعات ، وهذا الشعب العريق يحتفظ بهوية محافظة وعائلية فلا زالت غير مكتشفة وغير منفتحة بشكل كامل وهذا يساعد على الحفاظ على التراث ، مما يشكل انتقائية في العامل الثقافي فليس كل شيء في الغرب يصلح لهكذا مجتمع.

وتبرز حالياً الجمعية العمانية للسينما والمسرح كأحد روافد الثقافة العمانية بهذه المعايير مع المحافظة على الرغبة في الانفتاح والحوار العالمي الانساني الجاد ، الجمعية لها عدة أهداف منها تشجيع الموهوبين في هذا المجال من أبناء السلطنة على الإبداع والتميز في مجال الفن وبالأخص الفيلم الوثائقي والفيلم القصير ،وتعمل على الرقي في مجال المسرح ،كما تعمل على استقطاب الكفاءات والمواهب لتنمية المحتوى الفني المقدم في عموم السلطنة من جهة والتشجيع على صناعة المحتوى الفني من جهة أخرى بين أبناء السلطنة والخليج أو من المبدعين والمواهب من خارجها ،ومن ملامح هذا التشجيع تدشين مبادرة اصنع فيلمك في عمان .

يتولى رئاسة الجمعية حالياً الدكتور حِميّد بن سعيد العامري المخرج وكاتب السيناريو ،هذه الشخصية المرنة أثبتت نجاحا إدارياً وفنياً وعلى مستويات متعددة لكونه فناناً بالأساس وحصلت أعماله على جوائز محلية ودولية نتيجة مشاركات متميزة ،تنظم الجمعية حالياً مهرجاناً سينمائياً كل شهر في منطقة مختلفة من السلطنة بحيث يتناسب نوع المهرجان ونوعية الأفلام مع طبيعة المحافظة أو الولاية وآخرها مهرجان سينما المرأة والطفل ،وقريباً مهرجان الشرقية وغيره من الفعاليات التي لاقت قبولاً كبيراً داخل السلطنة وسمعة جيدة وسط ردود أفعال طيبة من النقاد والجماهير والفنانيين.