وأنتَ على شرفة المنزل، تنظرُ متأملاً إلى أولئكَ الأطفال الذين يمرحون ويلعبون كرة القدم، والعرق يتصبَّب منهم، فيخرجونَ ألسنتهم ويلوِّنونَها إلى خدوهم ليتذوَّقوا طعم ذلك العرق المتصبِّب منهم، ويزدادوا نشاطاً، وكأنَّهم شربوا مشروب الطاقة، فيركلون الكرة ويتصاعد معها غُبار يتشكَّل في السماء على هيئة طفل، يظهر عليه البراءة، السعادة، حلو المبسم، وراحة البال.

تُغلَق النافذة بغضب وتذهب إلى الغرفة الأخرى، تسمع أصوات ضحكاتهم التي تملأ الجوار، تثير فضولك للرؤية مرة أخرى، وتعود مسرعاً غاضباً، تصل إلى النافذة، وسرعان ما تعود بك الذاكرة إلى ما كنت تهرب منه، تخوض صراعاً مع ذاكرتك وتحاول ألا تتذكر، ولكن لا جدوى، تأبى ذاكرتك إلا أن تُرجعك للماضي.

تتذكر لحظاتٍ جميلة كنت تعيشها، عندما كنت بعمر أطفال الحي، تتذكر كيف كان الناس أنقياء، متسامحون، وكيف كان ذهنك خالٍ من الشوائب التي تحيط بك الآن. تتذكر كيف كانت عائلتك تجتمع حول طاولة واحدة، ويتبادل الجميع الحديث والضحكات والذكريات المشتركة.

تتذكر كيف كانت الأشياء بسيطة وسهلة في ذلك الوقت وكيف أصبحت الآن!

تغير كل شيء، تلاشت البراءة والنقاء وانتشرت الجرائم والفساد والعنف.

تحولت الأحلام إلى خيبة وأحزان والأشياء البسيطة إلى مسألة صعبة.

تشعر بالحزن واليأس يسيطران على قلبك، وتشعر بأن الحياة تجري بسرعة لا توصف، وأنه لا يوجد مجال للعودة إلى تلك الأيام الجميلة. وتدرك أن عقارب الزمن لا تتوقف أبداً، وأن الحياة تستمر في التحول والتغيير، وأن الوقت لا يعود مرة أخرى.

ولكن، على الرغم من ذلك، فإن الحياة مليئة بالأشياء الجميلة والمفرحة، وأن تلك الأشياء القديمة موجودة حتى في الوقت الحالي، مع تغير الأشخاص والمواقف.

يمكنك الاستمتاع بالأشياء الصغيرة في الحياة، مثل الطبيعة الخلابة، والأصدقاء الجدد، والأنشطة التي تحبها. يمكنك أيضاً تحويل الماضي إلى درس وتجربة تساعدك على التحلي بالقوة والصبر والعزيمة في مواجهة التحديات الجديدة في الحياة.

لا تدع عقارب اليأس تسيطر على حياتك، فالحياة مليئة بالفرص والأمل، ابحث عنها واستمتع بها.

لا تدع اليأس يسيطر عليك، ولا تفقد الأمل في الحياة. 

حاول أن تركز على الأشياء الإيجابية في حياتك، وحاول أن تجعل الأمور تسير بطريقة أفضل، ابحث عن الدعم والمساندة من الأشخاص الذين يحبونك و يدعمونك، ولا تخجل من طلب المساعدة عند الحاجة إليها. 

عليك أيضًا أن تتذكر أن الأمور لا تحدث بشكل فوري، وأن النجاح يأخذ الوقت والجهد، عليك أن تكون صبورًا ومثابرًا، وأن تعمل بجدية على تحقيق أهدافك وتحقيق أحلامك. 

وأخيرًا، عليك أن تتذكر أن الحياة تحمل الكثير من الأمور المذهلة والجميلة، وأنه يجب عليك الاستمتاع بكل لحظة ومحاولة استخلاص الإيجابيات من الصعاب التي تواجهها. تذكر دائمًا أن الحياة تُعطي الفرصة للتعلُّم والنمو، وأن كل خطأ يمكن أن يكون درسًا قيمًا للمستقبل. 

في النهاية، عليك أن تحافظ على تفاؤلك وروحك المرحة، وأن تعمل بجدية على تحقيق أهدافك وتحقيق أحلامك. فلا شيء مستحيل، وإذا كنت تحمل الإرادة والتصميم والتحلي بالصبر والمثابرة، ستتمكن بالتأكيد من تحقيق أي شيء تريده في الحياة.        

                           📝 عماد الغزالي 📝