قصةُ ناسكْ
تعمدتِ الغيابَ دونَ عذرٍ أو لنا فى الغياب اشتياق عند لقائنا
نشر في 31 مارس 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
ربيعة بن عامر التميمي، الشهير بــمسكين الدَّارمي
وسبب تلقيبه بالمسكين هو بيت شعر قاله:
أنا مسكين لمَن أنكرني — ولِمَنْ يعرفني جدٌّ نَطِق
قلْ للمليحة في الخمار الأسود
قـــصّة القـــصيدة:
حسب رواية ابن حجّة الحموي في كتابه “ثمرات الأوراق“، وأبو الفرج الأصفهاني في كتابه الشهير “الأغاني“:
“قَدِمَ تاجرٌ إلى المدينة يَحمِلُ مِن خُمُرِ العراق، فَباعها كُلَّها إلا السود، فشكا إلى الدارِمي ذلك. وكان الدارِمي قَد نَسكَ وتَعبَّدَ، فَعمل أبيات وأُمِرَ مَن يملك صوتًا رائعًا، يُغَنِّي بِهما في المدينة:
قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ * ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصـــلاةِ إزارَهُ * حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصـــيامَهُ * لا تَقتُليهِ بِحَـــقِّ دِيــنِ مُحَــمَّدِ
فشاعَ الخبرُ في المدينة أنَّ الدارِمي رَجعَ عَن زُهدِه وتَعشَّقَ صاحِبةَ الخِمارِ الأسود، فَلم يَبقَ في المدينة المنوّرة فتاة أو سيّدة، إلّا اشترت لها خماراً أسود. فلمّا أنفذ التاجر ما كان معه رَجعَ الدارمي إلى تَعَبُّدِه وعَمدَ إلى ثِيابِ نُسكِه فَلَبِسَها.
-
شاعر النيلأودعت قلبى إلى من ليس يحفظه أبصرت خلفى وما طالعت قدامى