على سنة العقلاء يبدو التعاطي مع الحياة صعب نوعا ما و لكن في منهج الصادقين و المحقين و المصلحين تكون معادلة التنامي في الخير مضاعفة لأن الانسان في دربه يفكر تفكير روتينيا في كيفية تحصيل حياة سعيدة مكتفيا بمتطلبات عيشه و لديه الكثير من رصيد الاحترام و عزة النفس مع من يتعامل.
هي ثقافة قد لا يهتم بها البعض و لكنها ضرورية لأجل خلق مجال فسيح من الحرية و التي من خلالها بإمكان كل واحد منا أن يتفاعل بشكل صحيح في المجتمع بغير عقد و لا مخاوف و لا أزمات و لا حتى تعقيدات في كيفية حل المشكلات.
فالمطلوب ليس بأن نكون كالملاك أو كالآلة تصنع و تنتج من غير أن يستفيد الكيان الآدمي من حقوقه التي منحه اياها الشرع و القانون و حتى العرف ، ليس على اعتبار أن هذه المراجع تصب في بوتقة تضبيط السلوك و لكن لأن الحياة تحتاج منا في هذا العصر الى تحليل و تفكير معمق مع وضع احتمالات لأي سلوك قد يصدر منا ، و ما تم تأجيله الى وقت آخر أو لم يصدر بشأنه سلوك معاد فهذا ليس معناه تردد أو تساهل أو تنازل و لكن لأن ثمة أمر ما كان مانعا لنا من رد الفعل ، و لهذا يبقى صاحب العقل الراجح هو من يحضى بفرص النجاح و حل المشكلات بأقل جهد و في أقل زمن ممكن.
أحيانا تبقى هناك ملفات ترقد فوق مكتبي لأيام بل لشهور و لا أتسرع في حلها أو معالجتها لأني أثق في قرارة نفسي أن بعضها الزمن كفيل بحلها و بالتالي لا حاجة لمثل هذا النوع من القضايا لتدخل مني أو تفكير قد يستغرقني كثيرا.
فمن تميز بعقل راجح و رزين يكون قد حظي بفوز كبير و انتصار عظيم على فروقات الدنيا ونواقضها ، فالتسرع في التعاطي مع المسائل المعقدة و الجادة في نفس الوقت لن يلبي فينا راحة نفسية بقدر ما سيدفعنا للتضحية بأعز ما نملك و هو راحتنا و ايماننا و صبرنا.
فمن شروط اتزان القرار أيا كان نوعه هو الصبر على شدة المحن حتى يخف حملها علينا ،لنعرف كيف نفكر صح و نستخلص الحلول بطريقة صحيحة وان قابلنا ظروفا ما زعزعت الاستقرار النفسي فينا بنوع من العشوائية يقين لن نصيب الهدف و لن نتمكن من الاستمرار في الحياة على نحو سليم و متزن.
فحتى لو صادفتنا أمورا فجائية لم نتوقع حدوثها أو خسرنا صفقة ما في حياتنا أيا كان نوعها أو تهجم علينا الغير بدون معيار للدراسة في ظرف الموقف او في سيرورة الحدث لن نكون لغيرنا إلا طعما سهلا عليهم ان نحن سلمنا لهم صبرنا في حلقة من توتر متتالية.
فحتى ننجح في معالجة مشاكلنا اليومية سواء العائلية أو المهنية علينا بالتريث و التفكير بعمق و عدم التصرف بسخافة أو طيش حتى لا نضطر للاعتذار عن كل خطأ يصدر منا، لأنه ان تكرر الاعتذار منا أصبنا بداء السخافة.
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية