الإنسَانُ ذُو العَقليةِ الفَذّة يَقرَأُ البَشَرَ والحَياةَ والأحدَاثَ والظُروف والأسبابَ و الأفعالَ وردَّاتِ الفِعلِ وسَلاسِلاً طَوِيلةً مِنَ التفكِيرِ والتفسِير والتحلِيلِ و الرَّبطِ ثُمَّ الإستِنتاجِ والإعتِقادِ والتَّيَقُّنِ و بَعد كُلِّ ذلك تَكُون الحَقِيقَة لا تَمُتُ بِصلةٍ لِكُلِ ما اعتَقَدَهُ ، لا تَظُن إن كُلَّ هذا التفكِير ذَهَبَ سُدَى بل هُوَ طَرِيق لابُدَّ المُرُور مِنهُ حتى تَرى الفَرقَ بَينَ التَّفكِير البَشري المَحدُود ( مَهمَا كانَ المُفَكِّر ذُو حِكمَة ) والتَّدبِير الإلهي العَظِيم و الخَفَايَا التِي يحجِبها الله عَنك لِيتَلطّفُ بِك ثُمَّ يزِيدك الله قُوةً بالوقوفِ على الحَقائِق ، لِذا إجعل لَك بَصِيرة نافِذة و عقلٌ يأخُذ بالمَنطِق وقلبٌ يشعر بالإلهَام ، وحتى المَنطِق والإلهام قَد تُخطِئ والنفسُ قَابِلة للتغِيير حتى إنّك قَد تَتشتت وتَكُون جَسَدًا و روحًا و قلبًا وعَقلاً و شعورًا كلٌ على حِدى ولَن تَجِدَ نَفسَك ، لكن الأمرَ الوحيد الثابِت هو إن الله لَطِيفٌ بِكُلِ ذَرّةٍ فِينا ، الله المَنجَى و المَلجأ عِندَما نَضِيعُ من أنفسِنا فلن تَجِد نَفسَك إلا مَع الله ومَن كان مَع الله كان الله مَعَهُ و مَعيّة اللهِ خَيرُ المَعيّة .
-
مها سعد فاضللي عقلٌ يتفَكّر و قلبٌ يفقه و ضميرٌ حَي و أصلٌ عَربيّ أكسَبَني فصاحةً على الفِطرةِ و قلمٌ ليس بيني وبينه بين حَرِيٌ أن أقول كاتبة ...