عندما تقيدك الدراسة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عندما تقيدك الدراسة

مشاريع قيد الإنتظار

  نشر في 18 يوليوز 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

        سيكون هذا الصيف مختلفا بلا شك . سأقوم بأشياء كثيرة . اقرأ مزيدا من الكتب , انشئ صفحة على الفيسبوك واكتب فيها ما اشاء بعيدا عن قيود الأصدقاء , اطالع المواقع الطبية كل يوم كي اتزود من كل تلك المعلومات المفيدة , اكتب الشعر كي انمي مهارتي....الخ. يا لها من خطط عظيمة ! ولكن فجأة...ينتهي حلم اليقظة ذاك , فأهز رأسي لأعود فأفتح كتابي من جديد واقرأ عن تصلب الشرايين !

هذا هو حالي خلال السنة الدراسية . فلطالما خططت لأشياء عديدة وانا غارق بين صفحات الكتب . عندما كنت ابحث عن بعض المعلومات على شبكة الإنترنيت من اجل الواجب ، تصادفني الكثير من الصفحات والمواقع الشيقة في مجالات شتى , طبية , علمية , تاريخية , نظرية مؤامرة...الخ. فأتشوق لإمضاء مزيد من الوقت فيها , ولكن هيهات...فأسئلة الــــــDiscussion ـSmall Groups تنتظرني لأجد لها حلا يليق بها ! فاقطع وعدا على نفسي بأن اعود الى جنتي تلك من جديد في ايام العطلة . وعندما اقبل الصيف، سرعان ما يبدأ ذلك الحماس يتبدد شيئا فشيئا . لم ارمي بكل المشاريع في سلة المهملات , لا بل حققت بعضا من اهم ما طمحت اليه ولله الحمد . ولكن ليس بنفس تلك اللذة والمتعة التي كنت عليها وانا اتخيل نفسي اقوم بتلك الأعمال ايام الدراسة.

وماذا عن مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وتويتر وامثالهما ؟ كنت اسرق الدقائق سرقة حتى اقضيها هناك , واضحي بالنوم لأظل جالسا امام شاشة حاسوبي في عطلة نهاية الإسبوع بعد عودتي من الكلية . انشر كل يوم , اعلق واوزع الإعجابات هنا وهناك , وانا مسرور بذلك . ولكن ما إن جاءت العطلة حتى فقدت ذلك الشعور كليا , وبات الفيس بوك من اكثر المواقع المملة عندي , اتفقده للحظات كل يوم ثم اخرج !

خلال الفصل الدراسي يطوقنا الضغط النفسي من كل جانب ويزداد بزيادة المجهود الذي نبذله, فنشعر بالضيق كما لو أن كل تلك الكتب والمحاضرات المطبوعة تخنقنا بقوة وﻻ تدع لنا الفرصة لإستنشاق الراحة والحرية . نشعر أننا مقيدون بتلك الكتب , اذ يتحتم علينا , إن اردنا العبور بسلام أﻻ نقرأ سواها محاولين بشتى الطرق عدم إضاعة الدقائق الثمينة التي ﻻ تعوض بالذهب آنذاك.

كل تلك الضغوط تجعلنا نجد متعة بالغة اذا ما تمردنا على قيودنا ومارسنا اي شيء ﻻ يمت لعالم الدراسة بصلة . ارى امامي كل تلك الكتب والروايات التي نزلتها على حاسوبي في الصيف المنصرم ولم اقرأ منها إﻻ القليل , تجذبني اليها لأطالعها , كحورية تأسر بأنغامها عقول البحارة , ولكنني حقا ﻻ استطيع , فأكتفي بقراءة عناوين الكتب فقط , واجد في ذلك متعة كبيرة ! ياله من شعور جميل !

الخروج للنزهة , ممارسة الرياضة , التسكع على شبكة الإنترنيت وحتى التلفاز الذي بات مملا لأقصى الحدود يصير عزيزا علي واتوق للجلوس امامه لساعات . بل وحتى الشرود الذهني والسفر في عوالم الأحلام يصبح ممتعا عندها لطالما أنه يأخذك بعيدا عن عالم الكتب والمحاضرات !

ويزداد ذلك الشعور اكثر خلال فترة التحضير للإمتحانات , فتجدني ممسكا بالكتاب بقوة كأنه التوراة او الانجيل ! ولكنني شارد الذهن احلق في عالم آخر , ارسم احلاما صيفية واخطط للأيام القادمة . وبعد انتهاء الفصل الدراسي والوصول الى بر الأمان , عندئذ يكمن التحدي . هل سأقوم حقا بما كنت اخطط له سابقا ؟ كثيرا ما كنت استسلم للفراغ الذي يكتنف ايام العطلة فيخدرني التكاسل والملل وﻻ اقوى على القيام بشيء يستحق الذكر , فتذهب كل تلك الخطط والأحلام في مهب الريح . ولكن بقليل من العزيمة وروح التحدي والشعور بمسؤولية تجاه النفس يمكن العودة للبدأ من جديد ووضع تلك المشاريع المفيدة موضع التنفيذ . وذلك هو الفوز العظيم.

لا اقصد من كل ما قلته الحط من شأن الدراسة بالتأكيد او اظهارها على أنها الفيد الذي يحول بيني وبين الحرية , على العكس فهي اهم شيء في حياتي وتتصدر دائما قائمة الأولويات , وهذا هو ما يجعل ما دونها معلق حتى إشعار آخر اذا ما حان وقتها وفتحت المدارس والجامعات ابوابها . بعبارة اخرى , انني انا الذي اقيد نفسي بالدراسة بإرادتي فهذا ما يضمن لي النجاح في الحياة . كل ما اردت تبيانه هو ذلك الشعور الذي يظل يراودني خلال العام , ولا شك في أنه امر طبيعي يمكن أن يشعر به اي طالب علم.

قبل مدة سمعت أن بعض زملائي متحمسون جدا للمرحلة القادمة في الكلية, وأنهم قد بدؤوا يدرسون منذ وقت مبكر . اظن أن ما قلته سابقا لا ينطبق عليهم . في البداية شعرت بالقلق وربما تبادر الى ذهني أن احذو حذوهم , ولكن ما إن تذكرت تلك الأحلام المكبوتة داخل نفسي طوال الشتاء , كل ذلك التعب والشقاء والسهر , حتى طردت الفكرة من بالي كليا . فلست مستعدا بعد لدخول ذلك العالم الضيق . اريد أن اعيش لنفسي خلال هاذين الشهرين , وأن استمتع بالأشياء الجميلة التي احب القيام بها...فما اروع طعم الحرية !

محمد باسم, 18/7/2015


  • 5

   نشر في 18 يوليوز 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

وانا ايضا احاول جاهدا فعل ما انت تريد فعله الصيف ليس عطلة بالنسبة لي وانما هو فرصة للتعلم بالشكل الافضل لانك تكون بعيدا عن الضغوطات التي تكبل توسعك في ما انت تدرسه
0
Muhammad Basim
نعم هذا صحيح. في العطلة تحاول ان تتفرغ لنفسك وتطور من مهاراتك بدلا من العبث هنا وهناك. شكرا لمرورك.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا