أين ذهب أهل التفويض ؟.
أين الملايين التي خرجت وحجبت شمس ظهيرة الثلاثين من يونيه ؟.
أين الذين قالوا لزعيمهم (الدكر) لو خضت بنا البحر لخضناه معك ؟.
هل تبخرت شعبية الجنرال بفعل حرارة اخفقاته وتخبطاته داخلياً وخارجياً ؟.
هل حان وقت تجرع السيسي كأس الحنظل نتيجة دكتاتوريته وإنفرده بكافة السلطات جعلت منه الهاً فوق الجميع؟.
فما رأيناه من مشاركة هزلية تصل الي حد الفضيحة ، في اليوم الأول من الإنتخابات البرلمانية ، فاللجان الخاوية ، توحي أننا أمام مخلوق سيولد مشّوه بفعل العزوف الكبير عن المشاركة في عملية تبدو وكأنها توفرت لها كل عوامل الفشل قبل أن تبدأ .
لكن اليس غريباً حقاً أن نرى لجان السيسي خاوية إلى هذا الحد ، فإذاً عدنا قليلاً إلى ليلة 30 يونيه كان الأمر يبدو للمخرج الكبير ، وكأنه استفتاءَ اسطورياً علي بقائه مدى الحياة ، كما أن الأعداد الكبيرة التي خُيلت للمهرجين جعلتهم يسكرون حتي الثمالة ويتخيلون أنهم أمام حالة ثورية جديدة ستبقى طويلاً ، وستكون شعلة وقود لأي نظام قادم .
لكن المثير للدهشة حقاً ان تتلاشى هذه الجموع الكبيرة قبل أن يتم مدة حكمه بل بعد عام ونصف العام ، ولم يكن ذلك بمستبعد أطلاقاً بعد أن أكتشف الكثير أنهم خدعوا فأثروا الأبتعاد ، بل منهم من إنقلب علي صاجب المولد ذاته بعدما ظهرت سوءته امام الجميع .
إذاً النظام في أزمة حقيقة وعميقة ، فمن ينكر أن شرعيته اصبحت في خبر كان (خارجياً وداخلياً) عليه أن يراجع اعداد المناخبين امام اللجان .
أذاً فالعزوف الجامعي للمصريين يبعث بعدة رسائل للنظام .
1 - عقاب جماعي لنظام السيسي الذي فشل في كل الملفات السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
2 - عدم ثقة الناخبين في التغيير .
3 - احساس المواطن العادي أن البرلمان القادم مستأنس وبلا انياب حقيقية .
4 - الحالة النفسية التي وصل اليها الكثيرين من عدم جدوى الخروج للإدلاء بأصواتهم بعد استهزاء العسكر بالإستحقاقات الإنتخابية الخمسة السابقة حين داسوا عليها ببيادتهم .
5 - التدخل الأمني الواضح في اختيار الشخصيات المرشحة وضع المتقديمن في شك كبير في مدى انتمائهم .
6 - عودة رجالات مبارك بقوة (هم الذين قامت ضدهم الثورة) .
في تصوري أن العزوف الجماعي يمثل ضربة موجعة لنظام ثلاثين من يونيه ويأتي علي راسه السيسي شخصياً بما أنه قائد الإنقلاب ، ومما يؤكد انفضاح امر الرجل بعد فشله الذريع ، فالرجل لم ينجح في أي ملف يخفف من الهموم التي تخنق المواطن البسيط ، وأكبر دليل علي تدني شعبيته حين خرج بالأمس يحث المصريين للمشاركة بفاعلية في الإنتخابات لإستكمال خارطة ثلاثين يونيه ولقطع الطريق عن المتربصين بالوطن .
أمام هذه الصور المزرية لشعبية النظام فهل يقف امام نفسه في لحظة صدق ويعيد دراسة ما اقترفته يداه في حق مصر والمصريين ؟. فأن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي نهائياً
فهل يفكر النظام في الغاء الإنتخابات الحالية حفظاً لماء وجهه ؟.
أم أنه سيستكملها مهما كانت مرارتها وحين يجد نفسه أمام برلمان هزيل قد يفكر في حله بدعوى أنه لا يمثل غالبية المصريين ليجلس الدكتاتور باقي رئاسته علي رقاب المصريين دون أن يجاسبه أحد.
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...