أَلا أَيُّها العَرَبَ الَّذينَ لَا ولا يَنفَعوا أَعِندَكَم في تَحريكِ عُقولِكُمَ مَطمَعُ
إلى كَمٍ وَقَد نُبِّهتُمَ مِن سَكرَةِ الخُنوعِ تَوَسَّدُ كُلُ شَجَاعَتُكُمُ في خُنوعٍ وتَمَلُّقٍ
تَثاقَلتَ عُقولُكمُ حَتّى ما تَخِفُّ لِحاجَةٍ وَنِمتَمُ فَما يَنْبو لِمَشَاعِركُمَ مَضجَعُ
عَدِمتُمُ مِن أُمَّةٍ قَليلٍ رَخيصٍ إِحْسَاسَها وخَلَت مِنْكُمُ أَسبابُ الشَّهامَةُ أَجمَعُ
تَفِرُّون وَقَد كانَت لَكَمُ الشَّجاعةُ عادَةً وَتَخْنَعون مِمّا لَم تَكُونوا مِنهُ تَخْنَعُ
أَلَم تُسَطِّروا الفِداءَ في تاريخٍ مَضى والحَاضِرُ الجَبانُ مِنهُ تَخْنَعُ وتَجْزَعُ
وَكَم لَكَمُ في الماضي مِن شَهِيدٍ مُجَدَّلٍ يَفْتَخِرُ بِهِ أَحبابُهُ وأَهْلُهُ حينَ يُصْرَعُ
وَكَم من مَعْرَكَةٍ حَسَمْتُموها بِشَجاعِةٍ فَجافَت وَلَم يَألَم لَها فيكُمُ مَوضِعُ
يَا رُبَّ حِصنٍ صَهيوني تَتَّقونَ جَنَباتِهِ تَقَحَمونَه وَهوَ الغَريرُ عليكمُ المُمَنَّعُ
فَبِتَّ تُداون أَنْفُسَكَم مِن كُلُومِهم خانعون بِما أَقْسَى عُسْرًا وَأَضَرُّ وأَقْبَحُ
فَمالَكَمُ بَعدَ اليَأسِ للعدو خُنوعًا وعجزًا كَأَنَّكَمُ نسيتمُ ما كُنتُمُ بِبَيْتُكمُ تَصنَعُ
تَغَيَّرتُمُ حَتّى ما تُرى فيكُمُ شيمَةً مِنَ الإيمانِ إِلّا أَنَّ صُدوُركُمَ فارغِةٌ
تقبلوا بفائق الاحترام
تحيات
خالد عبد اللطيف
-
خالد عبد اللطيفالأخلاق والتواضع من أسمى ما يوصف به الإنسان