صناعة الغباء في الدول العربية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صناعة الغباء في الدول العربية

  نشر في 05 ماي 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

لما تتحرك افكارك, تنمو وتكبر وتصبح مشاريع واعمال ونجاحات, هناك تصنع صيغة المتعة التي تبحث عنها, هناك تصل الى تلك النشوة الفكرية, النشوة العلمية, تجد نفسك فردا منتجا, قبل ذلك, فردا مفكرا. لكن ما اتحدث عنه نادر جدا في بلادنا العربية السعيدة, التي كانت في زمن ما في التاريخ من اعظم البلدان الرائدة في العلم والادب, حتى اصبحت استثماراتها في شتى المجالات الاقتصادية, الاجتماعية, العلمية, البيداغوجية رهينة لدى الدول الغربية. لنكن صريحين مع انفسنا, فنحن من صنع هذا, نحن من جعل تعليمنا في هذا المستوى, واعلامنا رديئا وسياستنا تضاربات يغلبها قانون الغاب, مجالس بلدية مسيرة في سبات عميق, ونحن, نحن شعب غارق في احلام, لا ليس احلام النجاح وتحقيق اهداف, بل اننا حقا نائمون, ونحلم اننا نعيش. هدا ناتج عن تلك الخيرة من البرامج التي نشاهدها في قنواتنا العربية, فهي برامج مدروسة وهادفة لها تأثير في المجتمع, لكن, اي دراسة, اي هدف واي تأثير؟؟ !!! نعم فهي مدروسة من قبل متخصصين وضعوا لها اهداف, على راسها ترسيخ الغباء و"تكليخ" الشعب وجعله عبدا لمنتوجات اشهارها ووفيا لبرمجها ومسلسلاتها التافهة.

فالقنوات العربية من الفها الى يائها تعتمد على ما يسمى ب"الماركوتينغ" Marketing .فإنتاجاتها الفنية, الاشهارية, المسلسلات, البرامج الاجتماعية, الدينية وحتى بعض النشرات الاخبارية, كل هذا من اجل ربح المال "الفلوس", فلا يهمنا ذلك الطفل الذي يشاهد رسوم متحركة التي تزرع في دماغه الغباء, لا تهمنا تلك الشابة او ذلك الشاب الذي يتابع احد برامج المواهب ليرسم لهم مستقبلا كله سراب, لا تهمنا تلك المرأة, ربة بيت, التي تترك اشغالها وابنائها لتضرب موعدا مع مسلسل درامي, احداثه مأساوية تزرع في نفسها القلق والاضطراب والالم والشعور بالذنب, حتى موسيقى الجينيريك قد تبكيك فلا شك يا اخواني ان تلك الموسيقى وضعت عن قصد.

كلنا نعلم بمقولة ديكارت "انا افكر اذا انا موجود", فبعد قراءتي المتواضعة لاحد مؤلفات 'اولفيه هودي' ترجمة 'لوليتا الشامي', تحت عنوان "10 اسئلة في علم النفس والتربية", وكان الحديث فيه عن النمساوي "جان بياجيهJan Biaget " استلهمني هذا الاخير بمقولة جميلة "انا افكر اذا انا امتنع", "انا افكر اذا انا اعمل وانسق", طبعا صاغها من مقولة ديكارت, لكن مقولة بياجيه عجيبة, اكثر دقة, انا افكر اذا انا امتنع, نعم امتنع ان اشاهد تلك التفاهات, امتنع عن قراءة الكلام التافه والقيل والقال, لان بعض كتابات الصحفيين, مع احترام للصحافة, سواء اكانت مكتوبة او الكترونية, الغرض منها كذلك الربح المالي لا غير, لنعلم هذا, خصوصا الإلكترونية, فضيحة كذا, تصريح فلان, ... والكلام الفارغ. المقولة الاخرى انا افكر اذا انا اعمل وانسق, نعم جميل جدا, اعمل, واترك التفاهات وانصب في عملي وانتج, وانسق, فهذا لا يعني ان امتنع عن القراءة او مشاهدة البرامج, لكن, برامج هادفة, فمثلا القنوات الفرنسية تنتج برامج اجتماعية وثقافية في المستوى, ان لم تقدر القنوات العربية ان تنتج المثل. في الحقيقة ليس هذا هو المشكل, ففي مقدور المسؤولين انتاج برامج في المستوى لكن اذا كان ورائها التوعية والعلم والتثقيف فهذا ليس لصالحهم, لا, لا, ابدا, فالمسؤولين لا يحتاجون لشعب شاب مثقف, وواع, لا هذا سيضر بمصالحهم الخاصة, فهم بحاجة الى شعب غبي وكسول, مخمول يستهلك ولا ينتج.               


  • 8

   نشر في 05 ماي 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا