حقاً الأمس لا يعود ..
بقلم / محمود حافظ
نشر في 07 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
” كنت بالأمس القريب طفلاً أجرى و ألهو مثل الفراشة ،كنت أنام فى حراسة الملائكة غير مكترث لشىء ، غير مهتم بما يجرى حولى من مشاكل و هموم ، كنت أنظر إلى السماء أريد أن أمسك النجوم بيدى ، كنت أتكلم مع القمر و أتسابق مع ظلى ، كانت ضحكتى تخرج من القلب مُجلجلة يبلغ صداها الأفق ، كنت على قدر من البراءة و الطُهر ، قلب نقى خيال خصب و طموحات بريئة، كانوا فى زمنى يحتفلون بعيد الطفولة كانت طفولتى على ما أتذكر سعيدة و أيام الصبا كانت حقاً مبهجة “.
عندما كنت صغيراً كان الخير و البراءة عندى يتمثلان فى وجهه “سنوايت” و “سندريلا” ، و الشر يتمثل لى فى “عصابة القناع الأسود” بمدينة البط ، كنت شقياً مثل “بونوكيو” و حالماً مثل “دونالد” و أعشق المقالب التى يصنعها “توم و جيرى” ، كنت كثيراً ما أتقمص دور “علاء الدين” عشقت بُساطة السحرى و تمنيت أن أملك مصباحة لكى أحقق كل أحلامى البريئة ، تمنيت أن أكون مثل “عُقلة الإصبع” أو أن أطوف مع “أليس” بلاد العجائب الساحرة و أخوض مغامرتها الشيقة..
كان هناك وطن لى أنام قرير العين هنيئاً مطمئناً فيه و أشعر بين جنابته بدفىء لا متناهى مساحتة من الكتف إلى الكتف إنه حضن أمى بنظرتها الهادئة و إبتسامتها الجميلة، كنت أتعلق برقبة والدى و أمتطى ظهرة و هو يضحك و يدللنى بكل سعادة ، نعم كنت ملك لعالم جميل كل ما أطلبه ألقاه فى الحال ، و كل ما أتمناه يأتوا به لى حتى لو كان لبن العصفور ، كان و جهى مشرق دائماً و ابتسامتى لا تفارقنى لحظة .
نعم أشتاق لتلك الأيام و يتملكنى حنين مفرط كلما فتحت صندوق الذكريات و شاهدت صورنا القديمة ، أتحسس ملامح الراحلين بأصابعى أشتاق إليهم.. لضحكاتهم و لصوتهم ،أشتاق لقصص أمى و لأشياء أبى ساعتة و نظارتة و ألبوماتة القديمة ، أتذكر كل قصصى معهم ، أيام انقضت و زمناً ولى بكل مافيه من بهجة و جمال ، حُلماً جميلاً كنت أعيشه كم أتمنى لو عاد من جديد ، لكنى أعلم حقاً أن الأمس لا يعود.
-
محمود حافظحياتي هي مملكتي لن أجبر احد على دخولها أو الخروج منها، و لكن استطيع ان أجبر من يدخلها ان يحترم قوانينها