سار العازف الفقير في وسط شوارع المدينة و هو يعزف الكمان و يضع قبعته لتوضع له فيها بعض العملات النقدية التي يشتري بها كسرات الخبز و الجبن ! 

"انا لست متسول انا فنان حر و لا املك فقط المال لادخل الي طريق الثراء "

هكذا اقنع " حسن " نفسه كل ما تذكر إحساسه بالفقر و المهانة ..ذات ليلة كان يعزف علي الكمان و جاوزت الساعة منتصف الليل في ضاحية الطريق القريب من الغابة . .. كان قرد " الجاكرتا " يلهفو فوق الشجرة حين جذبه صوت غير مألوف له حس رنان ! تبعه القرد يتعجب ليعرف مصدر الصوت ليفاجيء بذلك العازف الفقير ! 

كحركاته القرد المشاغبة قفز فجأة علي انغام الكمان و هو يشده الصوت الموسيقي كانت حركات القرد تشبه حركات الرقص انتبه " حسن " لتصرفات القرد لتخطر علي ذهنه فكرة ذهبية بحادث القرد بضحك و هو يدري ان القرد لن يفهم شيئا 

" ايها القرد الفنان انت من ستفتح لي ابواب المجد و الشهرة " 

اشار الي القرد أن يتبعه الي مسرح المدينة دخل بهدوء يطلب من العامل ملاقاة المدير الآنسة " ماجي  " نظر العامل الي القرد باتسامة ثم سخر قائلا 

" اسف يا استاذ نحن لسنا السيرك انت أخطأت طريقك "

"اي سيرك يا رجل هذا القرد فنان "

"قرد فنان ! لم اسمع بحياتي عن ذلك من قبل "

" دعني لتولي تدريبه ستؤدي معا عروض مسرحية موسيقية جميلة "

دخلت الآنسة " ماجي " ضاحكة علي صوت القرد اللطيف اقتربت منه و هي تربت علي القرد 

"يبدوا لطيفا هذا القرد "

"اعطيني الفرصه اعمل معه يا ماجي ينجذب الجمهور بهذه الطريقة "

"الفكرة نوعا جيدة انا متحمسة لها يا " حسن " يمكنني أن امدكم بالملابس و الازياء المسرحية "

"رائع سنقدم عروض مسرحية كوميدية ساخرة مع هذا القرد اللطيف "

فوق المسرح كان القرد يتراقص و يضحك وسط تصفيق الجمهور و صفيرهم امتلأت المقاعد بالحضور و " ماجي " سعيدة بهذا القرد الذي لم يكلفها شيء سوي بعض الموز و السوداني!! 

ظهرت من خلفهم " بيري " التي أبدت اعجابها بالقرد اللطيف و صممت أن تدفع فيه ملايين الجنيهات مقابل القرد حاولت " ماجي " أن تفمها ان القرد " وجه السعد " و لو باعوه سيعودوا الي الفقر مرة أخري لكن " بيري " كان لها رأي آخر فكانت مستعدة دفع اي رقم خرافي صرخ " حسن " غاضبا 

"انا مكتشف " القرد " و لن تحصلي عليه ابدا يا آنسة " بيري " 

صرخت " ماجي " بغضب 

"انا صاحبة العروض و بامكاني اعادتك للتسول مرة أخري و القرد لي و سابيعه بمليار جنيه و اشتري بدلا منه مسرح كبير احضر فرقة قرود كاملة مسرحية !!

بدي علي " حسن " الانكسار الذي قدم استقالته علي الفور و هو يشير في الطريق و هو يشعر أنه عاد لنقطة الصفر بعد أن كان القرد مصدر ثراءه ذات ليلة كان " حسن " يعزف الكمان حين لمح " قرد جاكرتا " بملابس بسيطة و هو يرتدي قناع حزين معبر عن الفقر كان القرد يتسول المال من الناس و هو يغني بحزن !! 

لم يصدق ما حدث للقرد ها قد عرفه من الوهلة الاولي سار إليه ليلمحه يقف علي مسرح بسيط و هو يغني بحزن و الناس تعطيه بعض العملات الذي يسحبها طفل فقير من خلفه اتجه للطفل سائلا 

"من اين أحضرت يا فتي هذا القرد "

"القرد هرب من صاحبته الثرية و كان يبحث عن شخصا ما "

لمحه القرد الذي جري تجاه " حسن " ضاحكا كاد " حسن " يطير من الفرحة بعد عودة القرد إليه أشار إليه القرد أن يتبعه تركه الصبي لما وجد القرد متعلقا " بحسن " و هو يودعه براءة طفولية 

" اتمني لك حظا سعيدا "

ولج القرد الي وسط الغابة تبعه " حسن " الذي ابتسم ما أن فهم أن القرد يريد أن يعيش حياته و فطرته قرر " حسن " أن يبقي مع القرد في حياة الغابة الجميلة و القرد يغني و يتراقص وسط عائلة القرود " حسن " يعزف الكمان و هو مرتاح نفسيا بعد أن ترك حياة أبذل و الفقر ووجد حياة الحرية التي كان يبحث عنها ليصبح اخيرا " فنان حر " كما أراد ...!

أما " ماجي " فقد فوجئت بجماعة حقوق الحيوان تغلق لها المسرح بسبب استخدام الحيوان لصالح نشاط بشري وجدت نفسها فجأة فقيرة في الطرقات و هي تندم علي طمعها الذي حولها الي متسولة فقيرة !! 

"النهاية "