سيق للعمر لحظات من وحدة قاتلة لبى فيها الدمع زمرا من وقت لعين ،قلت في نفسي أو تشعر الأنثى بقهر الزمان و لو لم ترتكب جرما؟ ، ثم تساءلت بيني و بين نفسي : من قال للأنثى أن ترحل بعيدا عن ساحة الصمود ؟ ، أهي الأنوثة القاتلة لو حدث لها مكروه لو سمح الله ؟ ، أهو المجتمع الذي يترصد بها كالغزالة الواثبة هنا و هناك خوفا من موت محقق وشيك لضعف حيلتها ؟ ،ثم ما مكافأة الأنثى حين تقاوم و تصمد و تكافح و لا أحد يستمع لصوت الأنين منها لأنها أنثى ؟.و لي تساؤل آخر : ما عمر الكفاح لدى الأنثى الزاهدة التقية اليافعة كورد فاح عطرا منها لصدق النوايا في قلبها و لنبل الخصال في روحها ؟.
تعلمت التمرد على شفى قدمي فقر عتيد و تعلمت البكاء على صفيح شائك موقد للدمع الثقيل ، لم يكن في جعبتي استسلام أو اعترف بالانهزام ، فكل ما كان هو رجوع للوراء لأقرأ ما بين اسطر الخداع كم هو عمر النفاق و هل سيطول أم لا ؟..لبيت في جرحي صوتا حكيما بليغا نبهني الى ضرورة الفرار ليس خوفا بقدر ما كان لضرورة النجاة من موت اكيد قلت ما شاني و صراع عباقرة السياسة في جنح الظلام و فجري لم يسطع بعد على رفوف مكتبي ؟.فأنا لم أظلم ولم أتدخل في شأن لا يعنيني.
للأسف لم أجد جوابا من أي كان ، فقلت للقرية الخاوية على عروشها لا تنثري أوراق كتبي بعد هجرتي لأني سأعود يوما ما و قد لا أكون أنا في ضعفي و هزالي لكني أنا في قيمي و مبادىء و حبي الصادق لكل من عرف رنة الحزن في حرفي..لكن شتان بين مستمع نابغ منتبه وشتان بين كاتم للغيظ حسود على فشله ، ليس يهمني تواتر الأحداث بعد اليوم في أجندتي لأنها نفسها كل يوم تتكرر في ساحتي ، صراع و استماتة و ضعف كبير و عميق التواصل بين أحبابي لكني كنت أطبق شعرة معاوية حفاظا على ارث عميق المكامن.
هيهات لمن ظن في غربتي أني انسحبت من ميدان الحرب علنا لكنه جرح المرأة الطموحة الذي ارتد عن ركن الشفاء رغبة في تدميري و انهزامي هو الشق الأوفر حظا من كبريائي ،فالمرأة الجريحة لدي لها صوت و باع من الصمود و في صمت منقطع النظير ليس شرطا أن يستمع لها الغرباء، فكل من صفق لضعفي هو غريب و كل ما نادى بفوزي هو قريب و لكن لا فرق في حرمان الثقة بين هذا و ذلك لأن جرح الانثى لا يشفع للصادقين في صدقهم و لا للمخادعين في خداعهم سوى لمسألة صحوة ضمير لو تنازلت عن كبرياء امرأة في لقطة انتصار تجلى فجأة و من غير سابق انذار لأن وعيد الله للصابرين كان أصدق و أوثق لمن ظنوا أن المرأة الجريحة قد تعفو يوما و قد تتنازل أياما عديدة ، ليس هذا هو المهم بل الأهم هو شفاء امرأة جريحة من جرح الأيام و المساوىء في ذكريات أليمة هي السابقة منوالا لتوليها علو رفيع المستوى لم يكن للابتلاء سوى تدريب لفهم القضية ، قضية الاصطفاء و الاختيار للأنبل و الأتقى و الأوفر حظا في الصبر...مبارك لم جرحها الزمان يوما بغدر و هنيئا لمن صبرت و كافحت و ناضلت و نالت شرف التفوق بدم الجرح ليكون الدليل القاطع أن الأنثى الجريحة تصنع لها مقاما رفيعا بقطرات الدم الخائن ...فما اروع لون الخوف حينما يمتزج مع قدر الانتصار و بلون الغدر عنوانا للتفوق عليه.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية