قال لي أحدهم اليوم: "قرأت لك مقالات كتبتها بلهجة دارجة جميلة وتعبيراتها لطيفة؛ بصراحة، اعجبتني جداً طريقتك هذي وأسلوبك بالكتابة"..!!
شكرت الرجل على الإطراء الذي كان ممكن يحفزني في غير هذا الوقت بالتحديد؛ فمن فترة- لا أعرف إن كانت قصيرة أو طويلة- بدأت أشعر بأني أتعرض للنقصان بطريقة أو بأخرى، وأفقد أجزاء ثمينة من إيماني وثقتي بنفسي، ومن تفكيري ولغتي وطرق تعبيري..!!
كل هذا بسبب أني أخطأت في تقدير بعض الأمور أو ربما بعض الأشخاص، ولأني قبلت على نفسي أن انجرف في طريق مجهول؟!- اعترف بأن هذا كان خطأ، خاصة بعد أن توثقت بأنه ما من صدى لما يصدر مني يأتي من أي جهة في المقابل..
يُخطأ الإنسان بحق نفسه، وليست المشكلة في الخطأ بحد ذاته، وإنما في الهدر الذي يصاحبه وما ينجم عن هذا الهدر من أثر قاس، ومؤلم:
أن تمضي في طريق تشعر فيه بأنك تهدر نفسك أو جزء منها، هذا مؤلم للغاية..
كان ممكن أفسر الأمر بأني أعيش مرحلة انتقالية تحاصرني فيها حالة من اللايقين، خاصة بعد عبوري حاجز الأربعين من العمر.. لولا أني أعرف نفسي تمام المعرفة، وعمري ما انفصلت عنها أو انقطعت عن رؤية حقيقتها بأعماقي: أعرف نفسي، وأتناغم معها كل يوم.. غير أن ما من أحد منا معصوم من الخطأ؟!
**
يتعلم الإنسان ويعرف شيئاً جديداً في كل يوم من حياته..
تعلمت هذه المرة أنه لا يوجد أسوأ من أن تهدر صدقك وإخلاصك ويقينك في طريق من قد "أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي"..!!- فقد يأتي الصدى من عمق الصخور، لكن ليس من بعض البشر.
..
كان ما كان، ثم إني غفرت لنفسي ومنحت الناس غفراني..
لتستمر الحياة..!!
-
فكري آل هيرمواطن لا أكثر ..