ترسمت وارتسمت أحلامي في يدي جعبة أقلام بالية الألوان في ترنم، افتكرتني لا أبالي بعمق الجمال في تنوعها ولا في وصال الأرقام من ترتيبها، سكب لي الشوق ملامحا يعلوها ارتياح ، بإمرة أن امنحني قلبك لا لأفكر بنبضاته بل لأسعد أن مرامي الدنيا لا تأبه بمشاعري، والمخطىء من يريد القول أنها لا تبالي ،فالكل يبالي حين لا أبالي أنا والكل يفترق حين أتوحد مع ذاكرتي ومؤلفاتي ومواقفي تجاه عديد القضايا المضطربة، لا تمزج نظام الحياة المختلف والمتباهي بصور التناقض والعدل متبلد مع آهات الشعوب الحالمة، والحكام و المسؤولون في رحلة مع التقدم ،فهم ليسوا سواء ولن يكونوا كذلك ،وقد وجدت في ظلام مشاعري أن الود بالود مبتعد والند بالند متعب وتوالي زفرات القلوب الضعيفة ناجية من موت أكيد، امنحني قلبك لأطمئن أن الأمل باق وجار وموعود لنا به، ممن؟ لا أدري.. لكني أثق أنه آت، لا تضيع علي فرصة اليقين ،لست أنت من رسمتها من سنوات ،بل أنا من كنت الجلاد والضحية ،جلاد للأحزان لتفارقني وتبتعد عني وضحية للظروف التي حالت دون وصولي لمنبع كان سائغا للشاربين ،لكنها ليست بمشكلة في برنامجي لأن الوصول للمشارب بأقصى سرعة مفسد للذوق النكهة والتمتع، امنحني قلبك ولا تبالي كم سينبض بجواري ومتى سأصل للنبع الصافي ،فكل ما أتمناه أن أبقى ماسكة بحوليات التمام في رحلتي مع الزمن، لم يكن فيها المسافرون كثر لكن كانت أمتعهم أكثر من لوم سفرياتهم، صرت لا أشبع من رؤية تلك الفوارق التي رفضت مني العدل والحق والمنطق لكنها لازمتني في رحلتي نحو الأفضل .

يتساءل المستمتع بخاطرتي من صاحب القلب الذي أطلبه، ربما بنيته للمجهول منذ البداية ولكن عنصر التشويق مني دائما وارد، لا أرتب كلماتي ولا عباراتي ولا مشاعري لكني أضطر لأقول الحقيقة كما هي، وهي من جعلتني لا أصل لمنبع المشرب ،لكن حتى لو صار المنبع بين يدي ميسرا فلن أشرب ،أنا هكذا فائقة التمرد في النزاع..سهلة التمرس في الهدوء.ثائرة المزاعم في العناد..راقية الفكر في المواجهة، لا شيء صحبني في رحلتي مع القدر لكني وفي نهاية الرحلة طلبت قلبا نقيا ساميا لأطمئن ، هو قلب جامع شامل لقلوب المحبين المتواضعين السالكين دروب الله في الظلام والوحشة والحرمان والقائلين لي في همسة ضمير:

ورحمة ربك أوسع مما يجمعون...فسال الاطمئنان مني أودية ورحلت عني الهواجس في صيغة الفار الناجي بنفسه لكنها ارهاصات فكيف يكون لها ماكان لابن آدم من التهيكل..؟.

لا ترهقني أكثر ..فقد طلقت بالأمس القريب كل ما أوجعني وصرت ملازمة للثقة المعتدلة للحاضر الآتي أن الله من سيسكن فينا الطمأنينة والسلام الأبدي ،أنا وأنت وكل المتعبين من قضايا الظلم ،فحتى لو بدت لنا أمواج التنكر غاضبة منا، حتما سنكون على أتم الاستعداد للاحتواء والركوب معها فوق الظنون والأعتاب.. صدقا قلبك أراحني لأنه مثل لي شعبة من زمرات التميز والكفاح الشامخ الرافض لأني ينحني تحت أي طارئ أو مطلبة ،فالمكسب غال جدا والتأجيل منهم بتعمد و الهدف رفيع المستوى، وعليه فهجران الطيور لأوكارها فجرا ليس الا تعبير عن رفض جميع المساومات و الاطلالات الجميلة مهما أغرتها بالأمنيات..فهي لن تبطل سفرياتها لأي اغراء كان ، لذلك ستشبع يا قلبي منهم ويركن فيك النبض بجوار قلب جديد مُشبع بالايمان والتفاؤل والرحمة والخير..اطمئن فمسافة الألف ميل تم عبورها والجلاد في رحلة لتأنيب الضمير وليس لتأديبه ، ليريني ما فعله مع براءة مسجاة بالهيبة المتواضعة ، والضحية في رقي لا ينتهي من الأجر والثواب، فتلكم هي سعة الصدر وطمأنينة البال جمعتهما لي لما طلبت قلبا أراحني كثيرا من صخب الحياة الممزوج بالنفاق و التسكع أسفل شرفات الأكابر..الجد للجد وقت الهزل منهم مصيدة والترفع للترفع وقت الهراء انتصار..وهكذا تتوفق على كل شيء بما في ذلك انتكاسة مصير لأنها لم تكن انتكاسة بمعنى الكلمة العميق بقدر ما كانت صحوة من غفلة وتجديد فكر من سبات وسحب ثقة من قوم عاثوا في طموح عقلك فسادا لسنوات ..أعتقد أني طلبت قلبك لأطمئن في الوقت المناسب جدا..واني لسعيدة أني نجحت في اجتياز جسر الظلام والظلم بعد جهد جهيد..وللقوم على ما أجمعوا عليه خسارة تليها سقطة انجاز..ارحل بعيدا ولا تبالي بهم، فمن رسم لك الطريق الجديد هو الله فلن تكون بحاجة لأن تسمع نبضات قلوبهم من الآن فصاعدا وقد ركنت في طمأنينة متميزة تحت عنوان قلب نظيف مبدع اجتمعت فيه جميع نبضات المحبين لك في صمت وهم متأسفون لرفعة الشرف منك لأنك ستبتعد مسافات عنهم وتلك إرادة الله التي لن تتغير مع الصابرين والمحتسبين جزاء موفورا من العطاء والخير..فلا تلمني يا قلبي بعد اليوم لأني طلبت قلبا آخر لأطمئن..رجاء افهم حاجتي وتفهم مكسبي القادم.