رياضة الجري - دليل البدء للهواة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رياضة الجري - دليل البدء للهواة

مشاركة تجربة

  نشر في 08 يوليوز 2015  وآخر تعديل بتاريخ 15 ديسمبر 2023 .

البداية

لم أكن أتخيل قط أن رسالة صباحية على تطبيق الواتساب قد تغير الكثير في حياتي الرياضية خاصة وحياتي عموما.

صباح يوم ثلاثاء من أيام شهر أكتوبر لسنة 2020 وصلتني رسالة من صديقي عبارة عن فيديو قصير له وهو يركض بشاطئ مرتيل والشمس تشرق خلفه من البحر، الرسالة كانت بمثابة تشجيع لي على الالتحاق به في قادم الخرجات، تتخللها إشارات خفية من التحدي- أو هكذا خلتها آنذاك-، شخصيا كنت أُعتَبر دائما من المنتظمين نسبيا في ممارسة الرياضة رغم أنني أمضيت فترات مطولة من حياتي خمولا، وإن كنت أتوب دائما وأعود لجادة الصواب، لكن موضوع الركض لمسافات مطولة لم يكن أبدا أحد اهتماماتي، حتى في قمة الالتزام الرياضي كانت أطول خرجاتي لا تتعدى الكيلومترات الثلاث إلا بمئات الأمتار، كما أنه كان عندي تخوف كبير من آلام الركبة وكذلك مشاكل التنفس خاصة أنني أعاني من ربو خفيف.

رسالة صديقي أعطت مفعولها سريعا والتحقت به بعد يومين، كان برنامجه حينها هو الخروج ثلاث مرات أسبوعيا قبيل الشروق، والركض لمسافة تفوق الكيلومترات الخمس بقليل، التحدي لم يكن صعبا علي، فلقد نجحت في إكمال المسافة دون مشاكل من أول محاولة، وكان الهدف هو تقليص المدة المستغرقة لإكمالها، داومنا على هذا المنوال قرابة الشهر، بعدها أصبح الأمر صعبا علينا بالالتزام بنفس التوقيت، مع التغير السريع في معاد شروق الشمس خلال هاته الفترة من السنة، هاته الظروف لم آخذها مبررا للتوقف فقط قمت ببعض التعديلات على مكان الخرجة، فصرت أخرج وحيدا واخترت مسارا يبدأ وينتهي قرب البيت حتى أربح الوقت، ما ساعدني حينها هو اعتماد سياسة الدراسة بالتناوب بين الصباح وبعد الظهيرة لبناتي، حيث كانتا لا تدرسان صباحا يومي الثلاثاء والخميس، وهكذا داومت على الخروج أيام الثلاثاء والخميس والسبت دون مشاكل.

المرحلة الموالية

بعد تثبيت العادة انتقلت إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة تحسين الأداء فكان الهدف الأول عندي هو جري مسافة الخمسة كيلومترات في أقل من 25 دقيقة، هذا الهدف كان يبدو مستحيلا حين بدأت الجري، حيث كانت تستغرق مني المسافة قرابة نصف ساعة، والهدف الثاني كان هو إكمال مسافة العشرة كيلومترات، خاصة بعد أن شاهدت صورة للمؤثر مصطفى السوينغة وساعته الرياضية وهي تشير إلى مسافة 10 كيلومترات خلال ساعة فقط.

الأمر لم يستغرق مني كثيرا من الوقت والحمد لله، فمع تراكم سنوات ممارسة الرياضة، الجسم كانت عنده قابلية للتأقلم السريع، وحققت الهدفين في ـأقل من شهر والحمد لله.

بعد ذلك بدأت في وضع أهداف أكثر طموحا، بعضها كان يسيرا جدا وبعضها لم أحققه إلى الآن بعد ثلاث سنوات.

المستوى الثالث

مع دخول سنة 2021، حققت سريعا أحد الأهداف التي رسمتها، وكنت حينئذ في مرحلة التنظيف الرقمي، وكنت أحرص على التخلص من الهاتف الذكي والابتعاد عنه ما أمكن، لكن اعتمادي عليه لتتبع خرجات الجري كان يشكل عائقا، وبعد بحث سريع تعرفت على الساعات الرياضية التي تستطيع الاعتماد عليها للقياس بعيدا عن الهاتف الذكي، وتستطيع مزامنتها معه بعد ذلك مباشرة عند عودتك للبيت، اقتنائي للساعة الرياضية كان نقطة تحول كبير في تطوير الأداء، في البداية اقتنيت أرخص ساعة تفي بالغرض مع بداية شهر رمضان، لكن بعد إنهائي لمسافة نصف الماراتون (21.1 كلم)وسط شهر يونيو كافأت نفسي بساعة رياضية مختصة، معها بدأت رحلة اتباع برامج التدريب المنظمة.

دون الدخول في التفاصيل التقنية، وصلت بي رحلة التحديات الرياضية إلى إكمال سباق الماراتون شهر يناير هاته السنة، وكذلك إكمالي للمسار الصغير للترياتلون شهر ماي من نفس السنة (750 متر سباحة حرة + 20 كيلومترا على متن الدارجة + 5 كيلومترات جري)، وحاليا أتدرب من أجل سباق الماراتون مقبل السنة القادمة.

كيف أبدأ؟

كما ترون الرحلة لم تكن سهلة، والرحلة في بداياتها فقط، لكنني لا أنكر أنني استفدت من تراكم تجاربي الرياضية السابقة وإن كانت متقطعة، فلا أنصح من لا يملك تجربة بسيطة في الرياضة في حرق المراحل ومحاولة التحسن السريع، الخطوات التالية في الغالب سوف تناسب الجميع :

1- تحديد أيام معينة في الأسبوع لممارسة الجري أو المشي : كثرة المرونة تقتل الإنجاز، ملاحظة سريعة لمحيطك الرياضي سوف تؤكد لك أن ممارسي فنون الحرب مثلا أكثر التزاما من ممارسي كمال الأجسام، لأن الدروس تكون جماعية ومحددة في أيام وساعات معينة، بينما الحرية التي تمنحها لك الرياضات الحرة تؤدي سريعا للتسويف والانقطاع.

2- مراعاة التدرج : التدرج ضروري ومهم، وأهم شيء يجب أن يحافظ عليه العداء هو تجنب الإصابة، فالإصابة سوف تحرمك أولا من الرياضة لمدة قد تطول حسب خطورتها، كما أن استئناف التداريب سوف يكون شاقا جسديا لفقدان اللياقة وتراجعها، ونفسيا لتكسر السلسلة.

فمن كان لا يمارس الرياضة بتاتا، يجب عليه البدء فقط بالمشي ثلاث مرات أسبوعيا، ومن كان بقدرته الجري ثلاث مرات أسبوعيا، فلا يجب عليه إضافة حصة رابعة فجأة، كما لا يجب إطالة الحصص بشكل مبالغ فيه عما هو معتاد، وهنا أستكر قاعدة العشرة في المئة، هاته القاعدة تنص على عدم تجاوز عشرة في المئة من المدة أو المسافة من أسبوع لآخر، فلو كان الشخص يقطع 20 كيلومترا أسبوعيا وأراد التدرج عليه ألا يتجاوز عشر المسافة في الأسبوع الموالي، ونفس الشي بالنسبة للمدة.

3- أهداف واقعية : مع غزو الشبكات الاجتماعية لنمط حياتنا صرنا فريسة سهلة للمقارنات، هاته المقارنات تكون قاتلة أحيانا، وقد اعتدت مثلا أن أتلقى أسئلة حول بعض برنامج تدريبي سحري لجري بعض المسافات في تواقيت خرافية، لا يقدر عليها سوى من هو متمرس في الجري، والبعض الآخر يخال أن الحياة خطية، فمثلا بما أنه ربع مدة خمسة دقائق في مسافة عشرة كيلومترات بعد شهر من التدريب فإنه يظن أنه إن داوم على نفس التدريب فسو يستطيع ربح خمس دقائق أخرى بعد شهر من التدريب، وهذا منطق خاطئ، فلو كانت الأمور بهذا اليسر لما صمد رقم هشام الغروج لعقود من الزمن.

4- قوة المجموعة : إن كانت المقارنة لص السعادة، فإن المجموعة قد تعطي حافزا جيدا للمواظبة والتطور، مع مراعاة بعض الضوابط مثل تجنب المقارنة وإلا سقطنا في فخ الأهداف اللاواقعية، وتقبل المرونة حين لا تسمح الظروف بالالتزام بالخروج في حصة مثلا، المجموعة يمكن أن تكون افتراضية عن بعد حيث يمكن تسخير الأنترنت لصالحنا، فعند الاتفاق على خرجة جماعية يمكن أن يخرج كل بمفرده ومزامنة الحصص لاحقا.

5- استثمار بعض الوقت في التعلم: صحيح أن الرياضة نهرب لها في الغالب للتخلص من ضغوط الحياة، لكن استثمار بعض الوقت في التعلم والتعمق قليلا وإن كان يبدو أحيانا شملا آخر من أشمال الضغط إلا أنه يساعد على فهم الأشياء، وفهم لماذا نفعل منا نفعله تحديدا

أكتفي في هدا المقال بهاته النقاط، وربما أكتب مقالات أخرى عما قريب من أجل مزيد من التفاصيل العملية والتقنية إن كان الأمر يهم البعض.


  • 1

  • ضياء الحق الفلوس
    طالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.
   نشر في 08 يوليوز 2015  وآخر تعديل بتاريخ 15 ديسمبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا