(مترجم ) ديكتاتور ترامب المفضل مذعورا
واشنطن بوست - ترجمة / محمد احمد حسن
نشر في 03 أكتوبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
( نهدى هذه الترجمة الى الابطال و الاحرار الذين نزلوا الى الشوارع المصرية يوم 20 سبتمبر 2019 طلبا للحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة ليجددوا بذلك العهد مع ثورة 25 يناير 2011 )
أصبح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى (( الديكتاتور المفضل )) لدى الرئيس ترامب بسبب استعداده لضمان الاستقرار في واحدة من أكثر دول العالم العربي سكانا . و لذلك فإنه يجب على الرئيس و من يشاركونه في رؤاه أن يشعروا بالقلق من الأخبار الواردة مؤخرا من القاهرة . لقد نزل الشباب المصري الذين شعروا بأنه قد طفح الكيل من مستويات المعيشة المتردية و فساد نظام السيسى إلى الشوارع في جمعتين متتاليتين لكي يرددوا هتافات ضد الرجل القوى .
أعداد هؤلاء المتظاهرين محدودة و من المحتمل أن يكونوا بالمئات. و لكن رد فعل السيد السيسى كان عنيفا . فخلال الأيام العشر الماضية أطلق السيسى ما يمكن أن نصفها بالمحاولة المذعورة لمنع الاحتجاجات من أن تتسع رقعتها . حيث تم اعتقال أكثر من 2000 شخص مابين أشخاص معروفين بانتقاداتهم للنظام و مجموعات شبابية عشوائية اكتسحت الشوارع . أصبح الدخول على الانترنت مقيدا و تم التنبيه على الصحفيين الأجانب بأنه ينبغي انه تعكس تقاريرهم (( وجهة نظر الدولة )) .
أغلقت قوات الشرطة وسط مدينة القاهرة بالكامل و ذلك كيلا يتمكن المتظاهرون من الوصول إلى ميدان التحرير و هو الموقع الذي شهد تظاهرات حاشدة أسهمت في الإطاحة بالديكتاتور السابق حسنى مبارك في 2011 . و مع ذلك استطاعت الحشود التجمع في جزء أخر من المدينة . بعض من المشاركين كانوا من الشباب الصغير الذين وصلوا مرحلة البلوغ منذ أن استولى السيسى على السلطة في انقلاب 2013 الدموي ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيا .
و بالرغم من التوقعات المحدودة بحدوث ثورة أخرى في المستقبل القريب فإن الاضطرابات الحالية و ردة فعل السيسى تجاهها تعد إشارة واضحة إلى أن مصر تحت حكمه أصبحت اى شئ سوى أنها مستقرة . و بالرغم من ارتفاع معدلات نمو الاقتصاد فإن معدل الفقر قد ارتفع . و قد أهدر السيسى المليارات في مشروعات فرعونية الطابع مثل توسيع قناة السويس و مدينة العاصمة الجديدة .
و في تلك الأثناء انغمس قادة عسكريون سابقون و حاليون من المقربين إليه في وقائع فساد صاعقة بعض منها تم توثيقه من قبل مقاول سافر إلى منفاه الاختياري يدعى محمد على و الذي قام ببث عدد من الفيديوهات على مواقع الإعلام الاجتماعي . حيث يزعم السيد محمد على أن السيسى قد بدد أموالا فى بناء القصور الرئاسية بما في ذلك قصر تكلف إنشاؤه نحو 15 مليون دولار فى الإسكندرية .
و قد دافع السيسى عن انغماسه في بناء هذه القصور بقوله (( أين سأستقبل الرئيس ترامب ؟)) و ذلك مع وجود 30 مليون مصري يعيشون بأقل من دولار في اليوم . و مثل هذا التناقض ليس صادما فقط بل إنه خطير لأي شخص يعتمد على السيسى في الإبقاء على النظام لعقد أو أكثر حسبما يخطط هو للبقاء في السلطة .
لسوء الحظ يشارك الرئيس ترامب في هذا الانسداد . ففي لقاءاته مع السيسى في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي وصفه مجددا بأنه (( قائد عظيم )) و وصف التظاهرات التي حدثت مؤخرا بأنها غير مهمة . و حينما يتعلق الأمر بديكتاتوره المفضل فإنه لا شئ يبدو قادرا على زعزعة يقين السيد ترامب : لا رسوخ قدم داعش في شبه جزيرة سيناء و لا حتى اعتقال النظام لمواطنين أمريكيين بتهم مسيسة و لا حتى مباحثات النظام المصري بخصوص شراء طائرات مقاتلة روسية حتى لو كانت تكلفتها أكثر من مليار دولار و هي مقدار المعونة العسكرية الأمريكية السنوية .
و قد صرحت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي أنه ينبغي السماح للمصريين بالتظاهر السلمي و كذلك فعلت رئيسة مجلس النواب المنتمية للديمقراطيين و عضو جمهوري بارز في لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب . و لكن السيد السيسى يحظى بمباركة البيت الأبيض . و طالما بقى ديكتاتور ترامب المفضل فإننا نستطيع أن نتوقع قمعا لا يلين- و زعزعة للاستقرار فى نهاية المطاف – في مصر .
رابط المقال الاصلى
https://www.washingtonpost.com/opinions/global-opinions/trumps-favorite-dictator-panics/2019/09/30/a9cd9590-e3a2-11e9-a331-2df12d56a80b_story.html