كن أنت.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كن أنت..

  نشر في 01 نونبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

لقد أمضيت ساعات بين ظلام الليل و نجوم تسطع في السماء ، إخترت التأمل فرصة للهروب و الغوص في التفكير لتكون محاولة لتذكر كل لحظة مرت في حياتي ، انتابني إحساس غريب، ورنة صوتي بين أدني، أخاطب نفسي عبر هدوء كل من حولي ، أنصت إليها فقط ، ضجيج داخلي قد جعل ذلك الهدوء يختفي، من منا يلزم لنفسه تلك الطمأنينة التي تنتابه ، كأنني في هذه اللحظة يمكنني أن أرتب أفكاري، يلزمني هذا الهدوء لمحاولة التركيز أكثر، لقد وجدتها فرصة للهروب بعيدا عن كل الضوضاء، من الناس ،من الإلتزامات، وذلك العالم الإفتراضي الذي طالما يسلب منا تلك الطمأنينة ، أرغمنا أن نكون بعيدين عن واقعنا ، عن حياتنا التي يجب أن نعيش كل تفاصلها .

أصبحنا نهرب إليه عندما نحس أننا لسنا على ما يرام، لنجده حلا عبيطا نختاره لكي نغلقه مؤقتا، ونصبح على شكل قنبلة موقوتة تنتظر فقط الوقت لتنفجر ، نعم يوما ما سيكون ذلك الإنفجار مميتا جدا ، لتكون أضراره وتأثيراته سلبية حتما ، كمكان مظلم ظلنا نختبئ بينه ، لكي ننسى من نحن و لماذا قد وصلنا لهاته المرحلة !، لو تفادينا كل جزء في حياتنا، لا يمكننا أن نعبر هذا اللحظة دون تفكير ، من دون أن نسأل أنفسنا عن ما يمكننا فعله ، لنعيش توترا في اتخاد القرار . 

عذرا لقد تألمت لحظة ، جعلت ذلك الألم يستزف مني كل طاقتي ، نعم إستسلمت له و جعلته يتحكم بي و ينسيني هويتي و شخصيتي ، أصبحت على شكل آلة يتحكم الوقت بها ، نسيت نفسي و كيف كانت رغباتي ، جعلت من ذلك الألم يحول كل تلك الطاقة التي كانت تميزني إلى رماد ، نعم كنار حرقت كل شيء ، لم ترحمني و لن ترحم أحد ، فشلت في أن أجد نفسي وسط ذلك الألم ، لم أستطع الصمود ، حاولت الهرب من كل شيء ، من كل من كانوا قربي ، عائلتي، أصدقائي، و أحلامي ، لكن تمت شيء كان أخطر من هذا كله، هربت من نفسي ، حاولت أن أتجاهلها ، ظننت أنه الحل الوحيد لكي أتفادى كل شيء ، لكنني حين أردت أن احاول التمسك ، لم أجد شيءا ، ذلك الفشل لم يكن سهلا بالنسبة لي ، هل كان حلا أن أقف مستندة على الظروف ،و أنتظر الوقت ليعالج ذلك الفشل الذي مر ، وجدت حينها أن الهروب كان أخطر حل وجدته في حياتي ، لم يكن يجدر بي الهرب ، لماذا كان علي الهرب من نفسي ، و أنا أشد حاجة إليها ، كأن ذلك الإستسلام كان فشلا في حد ذاته ، في اتخاد خطوة نحو الأمام ، لأكتشف أنني بين خيارين إما أن ألمس الواقع بالتغلب على نفسي ليس بتواجد فيه فقط ، بل بالتفكير ، و الإبتعاد عن كل ما يجعلني متلخبطة و تائهة ،لهذا لا يعتبر الفرار و التجاوز حلا ، مثل قراءة قصة و تجاوزك للجزء المشوق، فما معنى أن تعيش الحياة دون أدنى محاولة في تغيير نمطك ، إحساس غريب ينتاب المرء حين يحاول أن يغير من طريقته المعهودة في الحياة ، يحاول أن يعيش بين تلك القوقعة التي تجعله يحس بالأمان ، ففور محاولته لتغيير و لو شئ بسيط يحس برهبة حيال كل شيء ، ينتابه شعور أن كل شيء تغير و تلك الطمأنينة باتت تختفي من حياته ، كأنه أصبح منذمجا في عالمه ، أمر محير أن نخاف من كل شيء جديد ، أن نغلق على أنفسنا المحاولة في تخطي تلك الرهبة ، فنحن مجبرون أن نتغير أن نتعلم أشياء جديدة لتكسبنا طاقة لإكمال طريقنا بنفس أقوى من السابق ، لأن طبيعة الحياة تجعلنا أن نكون على شكل منحنى تغيرات ، كأن ذلك الثبات الدائم يفقدنا التوازن ، على المرء اتخاد كل فرصة أتيحت له سببا للتغير و المحاولة لإبراز شخصيته أكثر وسط تلك القوقعة التي بنيناها لنحس أننا على ما يرام ، عبر تشجيع أنفسنا لإتخاد القرار و الإبتعاد من تلك التي تجعلنا في نفس المكان دائما، إلم نتعلم و نجرب أشياء جديدة كل يوم ، فما الفائدة منه ؟ لهذا عش كل يوم كأنه آخر يوم في حياتك ، لا تكن كالآخرين، بل كن كنفسك كل يوم ، المحاولة تجعلك تكتشف في نفسك أشياء كثيرة لم تكن تهتم بها ، تعطي لحياتك طعما مختلفا , كأننا نحس بالخوف أن نقوم بتجارب، كأننى نخشى التغيير ، ذلك الخوف يعتبر عائقا أمام إعادة هيكلة سير رغباتنا ، فور تجاهلنا هذا الشعور و إكمال طريقنا دون أدنى محاولة، نقع في فخ الخوف، فماذا لو حاولنا أن نزيل ذلك الجدار الذي يبعدنا أكثر على تجليات أنفسنا ، لكي نحس أننا أقرب إليها ، و نعي بالحياة، أن نقول نعم نحن خلقنا لهذه الحياة، و أهم شيء الإحساس بطعم الإختلاف ، فيمكننا أن نكون ناجحين في تخصصات غير التي نقوم بها الآن ، أن تكون لدينا هوايات تفوق فرص الحياة ، ونميل لتعلم أكثر ،فليس كل فرصة أتيحت لنا من الضروري أن توالمنا ، و توالم طريقتنا للعيش ، المهم أن نكون نحن من نميل لها من أجل أن تصبح رغبتنا تفوق كل شيء في الحياة ، و حتى لو وقعنا في الفشل مرة لا يمكننا الهرب منه ، يجب علينا الاحساس بكل ثانية ، بكل دقيقة تمر علينا في تلك اللحظة ، إذا أحسست بالبكاء ابكي لكن لا تجعلها حبيسة عيونك ، تريد الهرب من كل شيء ،قم بالهرب ، تريد الحزن إحزن ،قم بكل شيء قد يجعلك تحس أنك بخير ، لكن لا تجعل تلك الطاقة السلبية محبوسة ذاخلك لأنك تظلم نفسك فقط ، مثلما تعيش كل لحظة سعادة و نجاح ، عش كل مرحلة تمر في فشلك ، لأننا لسنا متميزين مئة بالمئة ، نتعلم في كل يوم في حياتنا، ليكون فرصة للتعلم من أجل النجاح و الفشل أيضا ، فكل حالة نمر بها تنتمي إلينا ، لهذا لا تحاول الإحساس بالخجل ، إعطي لنفسك الحق بالقيام بكل شيء يجعلك سعيد ، لا تحاول التهرب بل كن كما أنت .


  • 6

   نشر في 01 نونبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 4 سنة
ابدعت اخت حسناء ماشاء الله
3
Dallash
تحياتي ..لا أرى بصمتك على مقالاتي اختي !!
أنور
لا تشحد توصيات وبصمات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا