🎭
نبحر بين الكثير من الأشخاص، وفجأة نسقط غرقًا في بحر ملئ بالإحباطات، يصدمنا إحباط ما بعد العَشَم فيمن لا يستحق، العَشَم في المكان الخطأ.
أيا صديقي البعيد، أتَعلم معنى العَشَم؟ هو الأمل، وبما إنك حينها صديقي القريب، فبالطَبع "أمَلِي فيك"
عندما أسمح لك بدخول مساحتي الصغيرة جدًا، قلبي، وحياتي الخاصة، ذلك خير دليل على أن أمَلِي فيك كبيرًا جدًا، أنني أحببتك بصدق، أصبحت في مكانة رفيعة داخلي صعب سقوطها. حينها تجد كل خير مني، ترتبط سعادتي بك، حزنك يؤثر في يومي ولن تغمض عيني إلا وقلبي يطمئن أن ذلك الحزن ذهب نهائيًا من قلبك، أسعد بنجاحك أكثر من سعادتي بنجاحي، وأتمني ذلك أيضًا.. أن تصبح أفضل مِنِّي ومن الجميع، وأسعَى لفعل ذلك، أمامك ومن خلفك، تصبح جزءًا مِنِّي، فوق الآخرين.. انت الآن أول من أخبره بأي شئ، فرح وحزن، ومواقف ليس لها قيمة، تفاصيل صغيرة، نتشارك كل شئ، أبحث عن سعادتك وأجدها على الفور، أتغافل وأتغافل حتي تأتي لحظة لم تُسبَق بإنذار.. كل ما فات بسيطًا جدًا لِما أفعله من أجلك.. بمعنى الكلمة، تصبح كل شئ، من حقي أن أرى تقديرك لي، وشعورك الدائم بي، ولكن ماذا عن خيبة الأمل فيك الآن؟
أن تخدع نفسك فترة كبيرة جدًا بأن "تلك الأشياء والكلمات لم تُكن مقصودة من صديقي، فإنه صديقي ومن المستحيل أن يفعل ذلك!"، نحن الآن نعلم أن ذلك توقُّع منك، عندما تتوقع اعلم أن أكثر من نصف توقعك عبارة عن سراب، فكل تلك المسألة يحارب العقل أن يتدخل بها ويحكم، ولكن لم يسمح له القلب بفعل ذلك، القلب الذي يشعر بمن أمامه، ولكن لن يتركه الضمير الزائد في حاله أبدًا، يظل في التأنيب ولوم النفس حتى وقت الصدمة.
«إحسن النية، ولا تثق في أحد»
الشائع هو أن نثق بالأقربين، ذلك صحيح ليس خطأ، لكن هل يمتلئ حيز القُرب بمن يستحق فقط؟ أم نتغافل عن بعض المنافقين ونقحمهم داخل حيِّزنا الصغير؟
للأسف نقحم البعض تغافلاً، أملاً في أن يصبح يومًا مُستَحِق تلك المكانة في قلوبنا، أم لأسبابٍ أخرى ..
سنذهب قليلاً لقصة صغيرة، حدوتة "صاحبة الثعبان" من تبنَّت ثُعبانًا، وأحبته، هي من تطعمه، تساعده على النمو أمامها وتسعد بفِعل ذلك جدًا، أصبح جزءًا أساسيًا في حياتها اليومية، فهو رفيقها في كل آن ومكان.. مرَّت أيام وهو ينمو أمامها، ثم فجأة انقطع عن الطعام تمامًا، وأصبح يلتف حولها بطِيبته وحنانه دائمًا، فحزن قلبها لأجله، وانشغلَت لذلك الأمر بجدية، واهتمت بذلك، أخذته للطبيب، فكان تفسيره أن هذا الثعبان يفرغ كل ما بداخله تمامًا، ويلتف حولها بتلك الطِيبة العجيبة يوميًا ليقيس حجمها، فيَبلعها. بالتأكيد لم تصدقه، وبالفعل خلال شهور، تقضي تلك السيدة وقت أبدي داخل ثُعبانها التي أبت بالإعتراف يومًا أنه لن يصبح قِطًا، أو كلبًا وفيَّا، حتى ولو قضت طوال حياتها تعتني به وتحبه، فهو في البداية والنهاية.. ثُعبان.
- أعتقد وصلت.. المُهم نكمل كلامنا.
أيًا كان مركزك في حياتي، حين تصل مكانتك لصديق، فاعلم أنك فائز بقلبي، وأن "أمَلِي فيك كبير" وأن الخذلان منك بالأخص، هو الصفعة الأكبر التي لن تُعيدك أبدًا لتلك المكانة مهما حدث فيما بعد.. ولن تسقطني أيضًا، بالعكس، تجعلني أقوى وأكفأ لقضاء الآتى بكل صدق وفِهم، بلا خداع من شخص أو آخر.
حقَّا يا صديقي، حينها ستكون انت السبب، وانت الخاسر.. لشخص لم تجد مثل حبه وتقديره لك مرة أخرى.
أعتذر وأنا في ذهول تام، عن كلمة صديقي التي استخدمتها طوال هذا المقال.. موَّجهة لمن خسر، فهي حقًا عظيمة، أكثر قيمة من الكثير، ولا يستحقها إلا الأقلاء جدًا جدًا.
«عائلتي، وأقلاء آخرين، أحبكم كثيرًا يا أصدق الأصدقاء، وأسأل الله حفظكم لي دائمًا وأبدًا، طوال الحياة حتى الجنة سويًا»
﴿ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام﴾
[Al-Baqarah: 204]
صدق الله العظيم.
٥ أغسطس ٢٠١٨
#آلاء_السقا
-
Allaa El SaqaJr writer, Artist, Self production design taught - Psychology student at faculty of arts and humanities Author of شيروفوبيا، فى كتاب المواهب الأول " كان هنا يومًا ما " مع دار إنسان للنشر والتوزيع.