بعد أن كان الجميع يتوقع إستقالة مجموعة الوزراء التي ذكرت التقارير أنهم متورطون فيا عرف بقضية الفساد الكبرى ، لكن كانت المفاجأة في إقالة الحكومة بأكملها وتكليف المهندس شريف إسماعيل بتشكيل وزارة جديدة .

ولكن هناك بعض الأنباء التي تواردت عن رفض كثير من الشخصيات العامة قبول مناصب وزارية في التشكيل الوزاري المنتظر الإعلان عنها قريبا . في إعتقادي أن هذا الرفض يعودة إلى عدة أسباب .

1 - العواصف و الرمال المتحركة التي تعيش عليها البلاد منذ الإنقلاب العسكري .

2 - التراجع الكبير في معدل النمو الإقتصادي مما ينحسب سلبا علي باقي نواحي الحياة في البلاد .

3 - فقدان قطاع عريض من الشارع المصري الثقة في أي بارقة إصلاح في المستقبل المنظور .

4 - إرتفاع وتيرة المطالب الفئوية مما يعرقل أي إنجاز مستقبلي لأي حكومة دون تلبية مطالب الحد الأدني لها ، علي أرضية من العدل والمساواة ، مما سيزيد الأعباء الحكومية وسيرفع من نسبة العجز في الموازنة العامة .

5 - الشعور العام أن هذه الحكومة ستكون بمثابة حكومة تسيير الأعمال وعمرها السياسي قصير ، لأنه وبحسب الدستور فإن الحزب الذي سيفوز بأغلبية مقاعد البرلمان القادم سيشكل الحكومة .

6 - عدم إمتلاك النظام السياسي في أعلى سلطته أي رؤية مستقبلية للبلاد يمكن الإعتداد بها ، مما يرفع من وتيرة الخوف من المجازفة لدى الشخصيات العامة فيحجموا عن المشاركة في الحكومة المقبلة .

7 - الطريقة الدراماتيكية (المهينة) التي اقيلت بها وزارة المهندس إبراهيم محلب وعدم الشفافية الكاملة في الأسباب الكاملة والحقيقية لإستبعادها في هذا الظرف السياسي الضيق الذي يسبق إجراء الإنتخابات البرلمانية الجديدة .

إذن النظام السياسي الذي يدير البلاد امام مشكلة حقيقية فهو مطالب أكثر من ذي قبل ألا يقع في اخطائه واختيارته لاعضاء الحكومة السابقة لأن الرصيد بدأ ينفذ وبالتالي سيعسي لإنتقاء شخصيات ذات مستوى عالي في الوقت الذي يهرب منها الجميع.

في تصوري أنه لحل مثل هذه الأزمة السياسية التي يعد الإنقلاب العسكري المسؤال الأول عنها ، أقترح أن يقوم السيسي بتشكيل حكومة برئاسته فيجمع بذلك بين رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة ( حدثت بلدان كثيرا من قبل ) و يأتي بأعضاء المجلس العسكري كوزراء يديرون دولاب العمل خلال الفترة المقبلة .

ولما لا ..؟.

فلا يخفى أحد أن غالبية المحافظين من لواءات الجيش أو الشرطة ناهيك عن غالبية المناصب العليا الأخرى ، فما المانع من أكتمال عقد الوطنية بتشكيل وزارة منهم ، فعلي الأقل سنضمن ألا يحدث فيها فضائح و فساد كالذي رأيناه في الحكومة السابقة ، كما أنها ستنفذ كل ما يطلبه منها السيسي ، وأتصور أن الجنرال لن يجد صعوبة في تسويق مثل هذه الفكرة ، فالأذرع الإعلامية حاضرة بالليل قبل النهار والمبررات كثيرة و متعددة أقلها أن البلاد في حالة حرب إما علي الإرهاب أو علي الإخوان وبالتأكيد وكالمعتاد سيتم إضافة البهار الوطني المليء بمذاق النفاق لتتم الحبكة الدرامية لمسرحية هزلية تجري علي أرض وطن ضاعت بصلته وسط زحام تكالب العسكر علي قيادته دون روية أو علم أو رؤية لمستقبل قريب أو بعيد ناهيك عن أنهم مغتصبون لسلطة ، كشفت تجاربهم أنه لا يمتلكون إلا كثيراً من الشعارات الوطنية ولا مانع من قليلاً من البزنس بما لا يخالف شعار خير أجناد الأرض . .