العُنف ضِد المرأة
عندما نتحدث عن العُنف الذي يرتكبه أيّ رجل بحق زوجته أو أخته أو أية قريبة له.. يفكر الكثيرون بالأذى المادي الذي يتركه ذلك الرجل دون التنبه إلى إنه للعنف أشكالا أُخرى
نشر في 04 غشت 2023 وآخر تعديل بتاريخ 04 غشت 2023 .
عندما نتحدث عن العُنف الذي يرتكبه أيّ رجل بحق زوجته أو أخته أو أية قريبة له.. يفكر الكثيرون بالأذى المادي الذي يتركه ذلك الرجل دون التنبه إلى إنه للعنفِ أشكالا أُخرى من الممكن أن تخلوا من الإيذاء الجسدي لتشمل صِراعا آخرَ يمتد إلى المُحاربة النفسية التي غالبا ما تؤدي إلى نهاياتٍ لا تُحمد عُقباها..
فيصبح الفتور العاطفي مُطلا على تفاصيل تلك العلاقة مهما كانت الصلة التي تجمعهما.. وإن إفترضنا بكونها صلة زوجية فستنتهي غالبا بالإفتراق أو بالطلاق الصامت (الإفتراق السري) فيكون الشي الوحيد الذي يجمع الزوجين هو سقف البيت المبني من القش!
- وهُنا قد يسأل البعض ما هي المُحاربة النفسية التي من الممكن أن تؤدي إلى هذه النهايات القاسية؟
• عزيزي الرجل.. كونك مُقبِل على الزواج لا يعني أن تكون مستعدا من حيث الثروة المادية فقط.. فلا بُدّ من أن تلحق ذلك بثروة (الأخلاق الرحيمة، الإحتواء)
• وكونك توفر المأكل والمشرب لمسكنك لا يعني بأنك قد أخلصت بما يُرضي الله تعالى.. فهناك أمورا عديدة لا تقل أهمية عند سد الجوع المادي، حيث إن هناك:
- التفاهم والإحترام.
- توفر قابلية الحوار المثقف بين الطرفين للوصول إلى الحلول التي تُنقذ سعادة البيت.
- نبذ الأنانية التي تقف لصالح طرف واحد فقط.
- خلق التوازن الكافي في الوقت لكي تمنح شريكتك حقها من الإشباع بالأمان العاطفي.
وأظن بأنه أغلبنا قد سَمع بالمقولة الشهيرة (زوجة سعيدة = بيت سعيد) وقد ترددت هذه الجملة بأكثر من لغة على مرّ العصور.. وإن دل ذلك على شيءٍ فهو يدل على إن سعادة البيت تنبع بالدرجة الأولى من سعادة الزوجة؛ فالحياة عزيزي القاريء ما هي إلا (أخذ وعطاء) فأنت تبحث عن زوجة مُشرِقةٍ تبتسم طوال الوقت وتستقبلك حين رجوعك من العمل بأجمل وجه (وهذا حقك الإنساني) ولـــــــــــــكن:
- هل فكرت يوما بكون المرأة قد تفكر بنفس المنطق؟
- هل خطر ببالك بأنه من الممكن أن تبحث الأُنثى عن نفس الشيء في شريك حياتها؟
للأسف هذه الأمور تُهمَلُ من قِبل أغلب الرجال ولعل السبب يرجع إلى إهمال طرحها من قِبل النساء على مرّ الزمن.. فالمرأة تتمنى من الرجل ما يتمناه منها، وعندما لا تلقى ذلك تتبعثر أحلامها في بيت سعيد يضم قلبيهِما دون إنكسار، وتتبخر إبتساماتها المنشودة شيئا فشيء.. ويتحول ذلك العش الذي يجمعهما إلى ساحة سكون في المشاعر ونفور في كل شيء.
# وإلى كل أم وأب.. بينما تجمعون المال لتوفير مستقبل مُطَمئِنٍ لأولادكم.. إجمعوا معه الرحمة والعدل بالأخذ على قدر العطاء.
بقلم: د.أسن محمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة