شرعت بلدية الكريب مساء أمس في قطع أشجار بمحطة النقل بهدف فتح ممر لإنشاء طريق حسب تصريحات العمال و قد تسببت هذه العملية في سقوط شجرة على خطوط الضغط العالية مما أدّى إلى تحطيم عمود الكهرباء الشيء الذي أدى إنقطاع الكهرباء يوما كاملا و قد تحولت نخبة من مكونات المجتمع المدني على عين المكان حيث لاحظوا أن بعض الأشجار المقطوعة لا تعيق إنشاء الطريق كما لاحطوا وجود شجرتين متوازيتين إحداهما قطعت و الأخرى لا تزال قائمة،فاتصلوا بالمسؤولين و طلبوا منهم إنهاء العملية بقطع الشجرة الموازية لتجنب حوادث مماثلة و كانت الإجابة بأن تلك الشجرة لن تقطع و هنا طرح السؤال لمذا قطعت الشجرة الأولى ما دامت موازية لها و لا تعيق مرور الطريق؟؟

غير أن البلدية لم تنتظر طويلا لتحاول إخفاء خطأها فعمدت اليوم 11 نوفمبر 2018 إلى قطع الشجرة الثانية و التي بدورها سقطت على عمود إسمنتي مما تسبب في تشققه و رغم أن الكهرباء لم تنقطع إلاّ أن العمود بات ينذر بالسقوط عاجلا أم آجلا و كل هذا بسبب المغالطات و تعنّت المسؤولين و عدم إلمامهم بالمهام المنوطة بعهدتهم،

فعلاوة على قطع أشجار جاوز عمرها أربعة عقود فإن التخبط في ممارسة هذه الأشغال دون دراسة مسبقة و دون دراية أحيانا أدّى إلى خسائر مادية تتحملها الجماعة المحلية التي تعاني الويلات بسبب ضعف آداء المجالس الجديدة و عدم تعاونها و تجاوبها مع مقترحات المتساكنين و عدم تشريكم في التخطيط و إتخاذ القرار وفق ما تقتضيه الممارسة الديموقراطية في بلد بعد الثورة..

إن مثل هذه الممارسات لم تعد مقبولة سواء كانت عن قصد أو عن جهل فإنها في كلا الحالتين إهدار للمال العام و مس بمصداقية المجلس خصوصا أن الهمس يكثر بين الناس في مثل هذه المواقف.. فمنهم من يقول إن قطع الأشجار مبالغ فيه بهدف بيع الحطب لا غير و منهم من يرى أن زمام الأمور قد بدأ يفلت من المجلس المنتخب حديثا و أن أطراف من خارجه تملي عليه قرارات لا تخدم مصلحة المتساكنين و لكن مصالح شخصية ضيقة و من ذلك أن ثالوثا يسعى لإفشال تسويغ لزمة السوق الأسبوعية بهدف إستغلالها الإستغلال السيء عندما تبقى إدارته في عهدة المجلس البلدي.. في إنتظار أجوبة مقنعة لعديد التساؤلات يبقى أداء المجلس الجديد ضعيفا مقارنة بكل سابقيه خاصة و أنه فشل في الإجتماع بكامل مكوناته و لو لمرة واحدة.

الشاعر : عمر العبيدي

سفير منظمة عين تونس

بلدية الكريب

الجمهورية التونسية