نصـف رؤيـة ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نصـف رؤيـة !

  نشر في 07 أكتوبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

أصبح الوضع غريب ! , أصبحت الكلمة تُقذف للحياة مُثقلة بالهموم , التي لم تجد مثيلاً لها من السعادة والبهجة من قبل ! , أصبحت الخطوة مُترددة , أهل تتقدم أم تتأخر ؟ , وبين ما تراه في واقعك وبين ما توده وما تطمح لرؤية الحياة مُختلطة به تندهش ! , كبف يمكن أن تتوسط القرارات , ألا تستقيم الفكرة لمقصدها دون أن تُقابل تعرجات عدة ! , سعادتك لم تصل لأقصى درجاتها فتنفرج شفتاك عن إبتسامة لن ترتسم على ملامحك من جديد , ولم تصل حتى لدرجة السعادة الأدنى التي تُحقق لك أقل مقدار للسعادة الذي لم تتطلع إليه يوماً ! ..

أنت .. بين البينين !

لم تصل للدرجة التي تُبدلك للطائر الذي حرره سيده من قفصه المُخيف عن الحياة , فتفرش أجنحتك وتتمايل بين نسماتها لتُعلن لها عن ولادتك الأصلية , ولم تصل للدرجة التي تعود عليك من وجودك في هذا القفص بالرضا أو حتى بالإستسلام ! , أنت في مرحلة وسطية , تحلم بالتحرر وتجد أن هذا التحرر هو أقصى أهدافك وأصعبها في التحقيق فتخفت إرادتك وتظل كما أنت تتأمل الحياة خارج قضبانه وفقط ! ..

تشتعل داخلك رغبة البقاء والإستمرار ولكن .. رغبة الإنسحاب هي الأخرى ترغب في فرض سيطرتها عليك ! , فأي الرغبتان الأقوى في سحق الأخرى ؟ , أي الرغبتان قادرة على التغلغل فيك وإقناعك أن بقاؤها هو الأصح لك والأمر الذي لا يحتمل نقاش ؟ , وهل تجد أنك قادراً على مُجاراة هذه المعركة من الأساس أم أنك قد وصلت لمرحلة الضجر حيال ما يجتاحك من الداخل ؟! ..

أرأيت , لقد وضعتك الحياة في مازق !

لم تمنحك ما تريد ولم تُخبرك كيف تصل لما تريد حتى ! , جعلتك حراً طليقاً , وضعتك في إختبار قاسي وهي تعلم أشد العلم أنك لن تقوى عليه ! , لن تستمر فيه كثيراً وإن استمريت فلن تصل للنتيجة التي تُصارع من أجلها , أن تتخطى تلك المرحلة الوسطية في كل شئ , وأن تصل لأقصى الشئ , أقصى الفرح الذي لن يترك ذرة حزن فيك على قيد الحياة , يسحقها دون رحمة ويقتلعها من جذور اليأس دون هوادة , أقصى درجات النجاح الذي سيمحي ذكرياتك النابضة بالفشل دون أن يتذكرها حتى أو يبكي على ما قد فاتك من تجارب صادمة , أقصى مشاعر الحب التي ستُغنيك عن الحياة بما فيها من إضطرابات وصراعات , لن تصل لدرجة الحب التي تقف عندها حائراً وتتسائل " هل أستمر في طريقي هذا أم أن طريقك مسدوداً مسدوداً يا قلبي ؟! " , لن تجد مجالاً حتى لطرح هذا السؤال وإن وجدته يُطرح على عقلك حينها فكن على يقين أنك لن تجد إجابة سوى الإستمرار الإستمرار الإستمرار , حتى عقلك الذي ستجده في تلك الحالة المُنتفضة بالحب كأنه لا جدوى من وجوده وتعتبره كأنه لم يكن حتى ستجد أفكاره تصل للحد النهائي من الإبداع , الإبداع الذي يحاول إقتناص أي فكرة مختلفة ليحولها لطاقة هائلة من الإختلاف الفكري , ولكن كيف تتوقع أنه يصل لهذا الحد إن كنت أنت غير مُكتملاً من الأساس ؟! ..

حالة .. وما أقساها حالة !

تلك الحالة التي تقف فيها مُكبل اليدين مشلول الحركة لا تقوى على إصطياد أعلى الدرجات من كل الأشياء هي الحالة الوحيدة التي ستُشعرك بنُقصانك , بهوانك , حدودك التي لا تدري كيف تتخطاها تظل هي شغلك الشاغل , كيف أستطيع عبور حدودي وحدود كل ما يعتريني من مشاعر إيجابية كانت أو سلبية ؟! , حتى الحزن , كيف لا أصل لأعلى درجاته ؟! , أكتفي فقط بدمعتين وشهية مسدودة لليلة واحدة ومن ثم أعود من جديد لإستئناف حياتي " الوسطية " , لمَ لا يأخذ كل شئ حقه على الوجة الأمثل ؟! , أحزن , فأحزن حتى تعتصر عيناي دموعاً , أفرح ,  فتتضاعف نبضات قلبي لدرجة التمزق ! , أنجح فألقن العالم درساً وأتشرب منه شربة لا ظمأ بعدها ..

تخيلت المشهد حينها ؟ , والآن أخبرني .. هل تجد الحال هو نفس الحال , أم أن حدودك من الحلم أيضاً تتوقف عند حد معين لن تستطيع أن تعبر بخيالك لما هو أبعد منه ؟ .. وإن كانت هي الحقيقة , فلا تستلم لتلك الرؤية المشوشة , التي ترى بها أنصاف الأ , فأما أن ترى , وإما أن تُعلن للحياة أنك الضرير الأوحد في الكون ..


  • 3

   نشر في 07 أكتوبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

صحيح هي الدنيا بأحوالها حلوة مرة ...قليل من عرف سر أحوالها .....دام قلمك
1
نورا محمد
صدقتِ أختي الغالية , هي لغز , وما على الإنسان سوى المحاولة في إيجاد حلاً له بإرادة لا تنطفئ :) , بشكرك على تعليقك الجميل شكراً جزيلاً :)
اشرف محمود منذ 6 سنة
كثيرا ما يظل الانسان معلقا بالطموح لكن ان لم يستطع ان يمتطى جواد ارادته فلن يمكنه ان ينطلق ويقترن بغايته
2
نورا محمد
صحيح .. صدقت أستاذ أشرف :)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا