طيلة 43 عاما بات الشرق يغنى بكم ويتغنى بذكراكم ولما العجب ؟ وهل من جدير بذلك سواكم .. يامن أحلتم ظلمة ليالى مصر لنور وعزة وبهاء وفخر وكرامة .. سلام عليكم أينما كنتم ..يامن حملتم راية بلادنا على أعناقكم .. يا من كانت دماؤكم حبرا كتب على صفحة الرمال الله اكبر وتحيا مصر .. هل لى أن أرتشف من رحيق ذكراكم ؟؟!
عزيزي الشهيد .. الحق أنى لا اعرف معادلة أكثر صعوبةأو كنها من كون الموت والحياة يجتمعان فى ان واحد .. تخبرنا بذلك الاساطير فننتشي بها لبرهة ثم ما تلبث ان تغادر ذاكرتنا .. لكن رواية الشهداء جد مختلفة فلقد غاب جسدك وبقيت الروح بقيت تحلق فى السموات بقيت حاضرة الى أن يرث الله الارض ومن عليها .. جدير بنا أن نتأمل قوله سبحانه وتعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون " وهل من حقيقة سواها ؟ أأنت حى ترزق ؟؟؟ .. أعلم انك امنت بالله وبالوطن .. بالحرية .. بالعدل والسلام فكانت حياتك هى القربان والجائزة الكبري التى قدمتها لأوطانك .. من جديد لا أعرف اى عشق هذا الذي يحملنا على الجود بأرواحنا دونما تردد .. يقول شوقى " وطنى لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتنى اليه فى الخلد نفسي " وهنا يفهمنا شوقي أن الحنين للوطن يمكن أن يزورك يهاجمك ويقتحم اعماقك حتى وانت فى الجنة أما الوطن وفق ما اراه فهو ذاك الشعور المبهم بالعشق .. نعم الوطن هو عشق لأرض تضمك .. لمكان يهبك كل ما تحتاج من مقومات الحياة فيدعوك للاندماج والمصالحة والتآخى .. إذا فهو خلجات وجدانية تنبع من تجربة كل انسان على ظهر البسيطة .. هنا لبسنا ثوب العمر .. هنا كان صبانا وشبابنا وستكون شيبتنا وإذا أضفنا لذلك أننا نتحدث عن مصر .. فحدث ولا حرج
الحق أن مصر وطن يسكن فينا لا نحن من نسكن فيه وطن بنكهة الجنة تعطر بمسك الشهداء .. شهداء على مر العصور التى طلعت شمسها على مصر .. عزيزى الشهيد 43 عاما ظلت خلالها روحك الطاهرة منبع إلهام لكل الحالمين والمناضلين .. الطامعين فى الحرية والكرامة.. عزيزي شهيد حرب أكتوبر المجيدة .. أعلمت أن روحك المقدسة قد الهمت الوطن فانتفض من جديد فى يناير وأحدث ثورة لا زال صداها يتردد حتى الان .. انتفاضة بيضاء سطرت فصلا جديدا فى تاريخ مصر الحديث لأنه ماكان لوطن ان يحكم حكم الحديد والنار من قبل عصابات أو قطاع طرق .. فإن هذا الشعب الذي قهر عدوه على مر العصور لم يكن ليرضي بالانكسار وألهمت وطنك تارة أخري .. فانتفض ليسقط عن كاهله نير الفاشية الدينية فى ال30 من يونيو
لأن مصر حرة وعزيزة ولم تكن لتقبل بالدخول " لبيت الطاعة "
تبقي كلمات شوقي مرفرفة فى سماء شعر الوطن حينما قال :وسلا مصر,هل سلا القلب عنها
او أسا جرحه الزمان المؤسى ؟ ... يتبع بقلم درية مهران