أسماء منسيّة ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أسماء منسيّة !

رسالة إلى الوردة التي أعشقها ...

  نشر في 05 أبريل 2017 .


أحببتها من أوّل وهلة منذ رأيتها , أحسست بأنّ قلبي قد توقّف, ولم يعد ينبض في حضرتها, بل أضحى يتأمّل مثلي في سكون.

إنّها تعشق اللّون الأسود ,فالسواد لون الشخصيّة الواثقة من نفسها, ويعبّر عن غموضها الرائع الذي يستهويني عندما أتحدّث إليها.

إنّ مشاعري تجاهها, لم تتجاهل يوما قلبها الذي يحنّ عليّ عند استبداد الحياة الجارفة.

لقد أحببت اللّقاء معها مرّات ومرّات, ولم أملّ لحظة من تصفّح هاتفي , لعلّها بادرت بمراسلتي, أو أرسلت لي وردة رقميّة.

أردت أن أقطف لها وردة حمراء, لكنّي تيقنت أنّ حبّها أعظم من كلّ ورود العالم المصطنعة.

ألف ليلة وليلة لا ينقطع التفكير فيها, هل تفكّر فيّا الآن أم لا ؟ هل هي سعيدة أم حزينة ؟ هل تتوق للقائي ؟

سهام الحبّ تصيب دائما القلوب الباحثة عن حياة جديدة, ليست الحياة الروتينيّة , بل الحياة بين أوراق الكتب , والتأمّل في الطّبيعة.

لقد اجتمعنا في معظم الصفات بدرجة توحي وكأنّي أعرفها من قبل . أصبحت لا أتحرّج عندما أحمل مفكرتي معي خاصّة وأنّ الناس تستنكر ما لا تهواه قلوبهم.

بل بالعكس, تشجعني بإلحاح من خلال أفكارها الغزيرة.

عندما أكتب في حضرتها , تأتي في خاطري كلمات لم يسبق أن تجوّلت في ثنايا العقل.

وجودها سحر , نظرتها سعادة , جعلتني أتوق للكتابة في كلّ لحظة.

نظرتها الرومانسيّة, تجعلني أستشعر حبّ قيس وليلى.

فعادة تكون الرومانسيّة محصورة في الكتب, وكأنّها تخصّ عصرا بعينه وليس كلّ حين. لكن معها شعرت كأنّي شاعر في زمن خلا.

فالحبّ بيني وبينها لم يكن حبّا استعراضيا, بقدر ما هو صورة متكاملة, تعبّر عن حياة حقيقيّة بين الحبيب والمحبوب. لأنّ الأسلوب الاستعراضي يسيطر على الإنسان الآلي الذي أنتجته مصانع العولمة, حيث تمّ إفراغ الحبّ من مضمونه الحقيقي, وجعله عرضة للسخريّة من قبل من يجهل حتّى إصبع قدمه.

عندما يحمرّ وجهها, أشعر بأنّ الوردة الحمراء تقف أمامي شامخة , وكأنّ الورود تستقي لونها الطّبيعي منها.

إنّ لعنة الاعتراف بالحبّ تلحق كلّ عاشق, بالنسبة له , الاعتراف يعني أن تضيّق الطريق, وتربط الأمر بخيارين, إمّا أن توافق المحبوبة , فتغمرك السعادة وكأنّك أصبحت تملك العالم كلّه, وإمّا أن تقول لك سأفكّر, وعندئذ تصيبك الهواجس, ويبتعد عنك النّوم الذي يلاصقك في سائر الأيّام.

إنّها لحظة فارقة في الحياة. إنّها لحظة الحبّ وما أدراك.

ليت النّاس يعملون من أجل هذه اللّحظة, ويقدّمون التضحيات.

يجب أن تراعي شعور الآخر, كما تراعي مشاعرك, فتركيبتها النفسيّة تجعلها تنتظر فترة, حتّى تبادلك مشاعر الحبّ.

وجب أن نفهم بعضنا البعض, ونحلّ جيّدا الرموز التي تعترضنا عند كلّ حوار.

أترقّب قدومها في حلمي, لأنّها أصبحت المحرّك الرئيسي الذي يجعلني أنهض باكرا, وأستجمع قوّتي, لأختار لها أحسن شعر حتّى أرسله لها. فسعادتها من سعادتي وحزنها من حزني.

لم أعد أتتّوق يوما من دون أن أنظر لعينيها, ولا أستمتع بكلماتها التي تخرج بحكمة, تنمّ عن بصيرة بكلّ ما يدور حولها.

لم يعطني معنى للحياة إلاّ الحبّ, فالحياة أضلت بضلالها عليّ, ولم يكن يمثّل لي رأي الآخرين شيئا يأخذ بعين الاعتبار.

إنّ القلب يعشق في نفس الوقت, الذي تعشق فيه العين, ومن ترتاح له, يجب أن تنظر معه لشيء يجمعكما في المستقبل.

إنّ الحبّ كالنوافذ التي توجد في كلّ بناية , ترى فيها وجهك, لكن يجب أن تنظر دائما للأعماق وتفهم الآخر جيّدا حتّى تحكم عليه.


  • 7

  • محمد جابالله
    قارئ بشغف/ أحب الكتابة/ البحث/ لا أستطيع الكتابة إلاّ عندما أشعر أنّي غير مقيّد بشيء !
   نشر في 05 أبريل 2017 .

التعليقات

مريم منذ 5 سنة
لعنة الاعتراف بالحبّ تلحق كلّ عاشق,....
اعتقد أنها تنهى كل أمل فى أن تظل عاشق..لحظة الاعتراف تنفيك وتجعلك غريبا فى حضور من تحب.
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا