و للأخلاق نصيب في حياتك ... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

و للأخلاق نصيب في حياتك ...

  نشر في 06 يناير 2018 .

إن إعطاء كل عمل من الأعمال التي نقوم بها حقه من الوقت و الجهد و التفكير اللازم، هو الذي يضمن لذلك العمل بلوغ أهدافه و غاياته، و تحقق مقاصده و نتائجه، و لا شك أن الدول و المجتمعات تعتمد أكثر ما تعتمد على هذا الالتزام الصارم في أداء الأعمال لتحقيق ما تصبوا إليه من تقدم و ازدهار و تطور، كما تحرص كل الحرص على أن تتم مراعاة البعد الإنساني في القيام بالأعمال خاصة في المؤسسات الخدمية التي يرتادها الجمهور و يضطرون للتعامل معها باستمرار، على اعتبار أن سوء تعامل هذه المؤسسات مع الجمهور يترك انطباعا سيئا عن الدولة لكون تلك المؤسسات تمثلها، و لذلك تفرض الدولة على هذه المؤسسات أن تضع دفتر احتجاجات تحت تصرف الجمهور لتستعين بما يسجل فيه من ملاحظات على تحسين مستوى الأداء و ترقية الخدمة المقدمة للجمهور بما يضمن رضاه عنها، فالجدية في تنفيذ العمل، و التحلي بحسن التعامل، هما أمران مطلوبان، خاصة إن كان هذا العمل يحتاج إلى هذه الروح الإنسانية بالذات ...كما هو الشأن في المشافي و دور الأيتام و رعاية الطفولة، و بيوت العجزة و المسنين، و التعامل باحترام و لباقة أمر مطلوب و مرغوب في كل المؤسسات الخدمية لأن ذلك يسم المجتمع بميسم التمدن و التحضر.

من المؤلم بمكان، أن يتحول هذا الإنسان البشري، إلى آلة جامدة باردة مجردة من كل المشاعر الدافئة و الرقيقة، عند التعامل مع الغير، خاصة في لحظات ضعفه و عجزه و احتياجه الشديد للمساعدة و العون، و غالبا ما يتسبب ذلك التجرد من المشاعر الإنسانية، لأخيه الذي ساقه المقدور إليه في مشاكل يتخبط فيها أينما توجه و ذهب...و تلك في الحقيقة أزمة حادة جدا نعيشها اليوم، خاصة في الدول التي تريد أن تنهض من كبوتها، و تتحرر من اعوجاجها الفكري. و الاجتماعي ...و الثقافي ... لتلتحق بركب الدولة المتقدمة...

إن التسيب و اللامبالاة اللذان نشكو منهما اليوم قد يوجدان في بعض المجتمعات الأخرى، غير أنهما بالنسبة لمجتمعنا تحولا إلى داء مزمن عضال، بات يشكل تهديدا خطيرا على حياة الأفراد و ممتلكاتهم و أمنهم النفسي، فالتسيب و اللامبالاة في مؤسساتنا الصحية كانا وراء العديد من الأخطاء الطبية التي تسببت للبعض في عاهات مستديمة و الموت بالنسبة للبعض الآخر، و هما المسؤلان كذلك عن تفاقم أزمة السكن، و تردي التعليم، و التخلف الاقتصادي، و استشراء الفساد، و ما كان هذا التسيب و اللامبالاة المهيمنين على سلوكنا ليفرضا نفسيهما على مجتمعنا، و يتسببا له في كل هذه الكوارث التي أضرت باقتصاده و أمنه الاجتماعي، لو أننا اعتمدنا أسلوب المراقبة و المحاسبة و طبقنا القاعدة التي تقي بضرورة مكافأة المحسين على إحسانه و معاقبة المسيء على إساءته، و اهتما كل الاهتمام بالتركيز في تربيتنا لأبنائنا في البيت و المدرسة ،على تنمية الضمير الإنساني لديهم و الارتقاء به، و ذلك بالتركيز على التربية الدينية و الأخلاقية، ليتولى هو بعد ذلك توجيههم إلى السلوك الإيجابي الذي يسمو بهم و يرقى بمجتمعهم...  

 http://www.natharatmouchrika.net/index.php/articles/ikssir-elhayatt/item/3151-2017-09-03-06-00-43


  • 2

  • أمال السائحي
    لقد صدق من قال "ان القلم أمانة" لنحيي به الفضائل، ونميت به الرذائل، ونغرس مبادئ الحق، والخير، والجمال...
   نشر في 06 يناير 2018 .

التعليقات

أصبتى فعلا في توصيف المشكلة ، و من ثم وضعت العلاج ...الأستاذة الرائعة أمال
و هو ( أسلوب المراقبة و المحاسبة ) وذلك على الجانب المجتمعي....
وللجانب العائلي و الشخصي ( الاهتمام والتركيز على تربية الأبناء في البيت و المدرسة ، والاهم هو تنمية الضمير الإنساني لديهم و الارتقاء به......
دمتى كاتبة متألقة استاذة أمال .
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا