مازالت القصيدة في جيبي..
منذ متى ونحن ههنا جالسين نتحاور بلغة المبهم? و بيننا في الزمن فواصل مضت بي و بك،هجرت المكان لانسف الذكرى من كتاب القصائد، لكن مالبثت ان علمت اني لا اسكنه لكنه من يسكنني،لم ترحلي و لن تعودي ،هكذا عودت نفسي حين ارسل لك سلامي في كل مرة اقف على اطلال الذكرى فلا ردا اسمعتي ولاصمتا بدواخلي لزمتي.
مازالت القصيدة في جيبي و مازلت اتلو صلوات عهودنا المكتوبة بمداد القلب ؛ واركب على صهوة المجاز لاطوع مالم يقل من قبل او على الاقل ان اعيد للنشيد سيرة الايقاع المهزوم تاريخيا وسياسيا،فانت من انت؟ حبيبة ام وطن مهجور ام فكرة عاقة؟ام كلها تجليات مهما تعددت و ثقلت وحده ضمير الغياب من يحملها.
مازالت القصيدة في جيبي ..اصقلها و اكتب مابين اسطرها و ابياتها في كل حين اصعد او اهوي مني الى سراب خيالك ،فكلانا في سجل الغياب واحد ،حين اقول عني، و اقف ازاء الهباء حين اسأل ماذا عنك..؟
مازالت القصيدة في جيبي شاهدة ان المحب لاينتصر،فالحب ينصف اشباه العشاق فقط! هكذا ردت اشعاري و خلدته اشواقي لغذ لم يأتي او ماض لا يمضي.
مازالت القصيدة في جيبي الم بها حطام الكلمات التي تتساقط في حضرة الصمت تارة. و اوجه بها دفة الواقع تارة اخرى حينما يتوقف شعاع الحلم عن الانسلال الى نافذتي حيث ارسم خطواتك على امتداد الشارع امامي فاتيه لاني لا اعلم ان كنت ذاهبة ام اتية من حيث لا ادري
مازالت القصيدة في جيبي،لا لأعلن السلام ولكنها سلاحي الوحيد في ساحة الوغى الداخلي،فكلما لاحت بوادر الانتصار سقطت في فخ الكلام و تهت خلف السؤال و السؤال بعيدا بعيدا عن الشكل الخارجي للمعنى.
مازالت القصيدة في جيبي ترمم ما التهمته سهام الوقت من اعمارنا ،فهي المشجب الذي اعلق عليه صفاتي ،اناي واناك وكلما عبرت في الزمن خطوة الى الامام عدت لأخد اناي المعلق ،امحو عنه بعض الغبار كلما انشغلت بك عنه خلال زخم الدقائق.
مازالت القصيدة في جيبي اكتب فيها لحن المنتصرين ،على الاقل بيني و بين واقعي ،حين اجس نبض اوطان مكلومة ،رافضا هذا النسق من الواقع التبعي المرسوم ،فاعود ادراجي كلما لمحت وعود السلام والرخاء الملقاة على اذان شعوب مسحوقة ،فالسلام ووعد السياسي هما الاعلان الصريح عن الحرب و الهروب.
مازالت القصيدة في جيبي اعود فيها لطفولتي تارة ،وتارة اخرى اقف ساخرا مني ومنها ازاء سداجاتي ،فكلما دققت في سيرة العمر وجدت الاخطاء فيما مضى وتركت للريح سلطة المضي بي قدما نحو أخطاء فيما سيأتي،فوحده الخطأ يصحح مسيرة العقل كالسنابل كلما اشتد الصيف زادت نضجا و إيناعا.
مازالت القصيدة في جيبي اعتزل بها كل ما يكدر صفاء حواري معها،فهي الصديق والعدو وكلاهما ضروريان للانتقال من الغياب الى الوجود،نوع من الترحال الذي تفرضه أسئلتنا الغبية كيف ولم؟ ومتى؟ وماذا بعد السؤال ،هل يقنعنا الجواب ام نمضي؟ فالجواب النهائي استقرار لا ينتظر سوى صيغته النهائية وهي الموت .
مازالت القصيدة في جيبي ففيها ما فيها من نسائم الصيف الهندي تداعب خوارج ودواخل المعطى الواقعي ، مانحة الدافع للاستمرار في ملحمة السؤال او ربما هي الصفة الاكثر مادية للامل ،فهي الحاضن للصمت وان اكتسحها سيل الكلم والساعي الوحيد دونما قيد في المكان او الزمن.
مضى بي الوقت و تغيرت الامكنة والاشخاص كذلك فارتبت ان اكون نسيت تفصيلا من لوحة النسيان فاذا بي اجد نفسي شاخصة ملء لسانها:لا عليك مازالت القصيدة في جيبي...